ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله من صَدَق في حديثه)

ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله من صَدَق في حديثه)
209 0

الوصف

                                                     مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس

                                                       يحب الله من صَدَق في حديثه

صدق الحديث:
صدق الحديث هو ضد الكذب؛ وهو أن يصدق الإنسان في كلامه الذي يتحدث به إلى الناس ويتحرى الصدق بكل ما يتلفظ به لسانه ويتجنب الكذب. وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب حتى ولو كان على سبيل الإضحاك فقال صلى الله عليه وسلم:

"ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له".

بل إن الذي يحدث بكل ما يسمعه من الناس كفاه كذبًا، قال صلى الله عليه وسلم:

كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع

أي؛ يكفيه ذلك من الكذب فإنه قد استكثر منه؛ لأن ما يسمعه الإنسان فيه الصدق وفيه الكذب، فإذا حدَّث بكل ما سمع حدَّث بالكذب لا محالة. وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن من علامات المنافق:

"إذا حدَّث كذب".

ولهذا حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب حتى لا يؤدي بصاحبه إلى النار فقال عليه الصلاة والسلام:

"إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا"؛

فهذا تحذير من الكذب والتساهل فيه، فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به وكتبه الله كذابًا إن اعتاده واستحق صفة الكذابين وعقابهم، فإما يُشتهر بهذه الصفة في الملأ الأعلى وإما بأن يلقى ذلك في قلوب الناس وألسنتهم. وحتى لا يقع المسلم في ذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق وقصده والاعتناء به حتى يؤذي به إلى الجنة ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم ويُشتهر بذلك في الملأ الأعلى أو عند الناس، فقال صلى الله عليه وسلم:

"عليكم بالصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا".

والله - عزَّ وجلَّ – يرضى عن الصادقين وفي الآخرة لهم الفوز العظيم، قال تعالى:( قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ولأن الصدق شأنه عظيم فقد مدح الله – عزَّ وجلَّ – نفسه به فقال تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا) أي؛ لا أحد أصدق من الله في حديثه وخبره ووعده ووعيده جلَّ شأنه وتقدست أسماؤه لا إله إلا هو ولا معبود بحق إلا هو.