ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله المحسنين)

ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله المحسنين)
157 0

الوصف

                                                    مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس

                                                        يحب الله المحسنين

يحب الله المحسنين

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله محسن يحب الإحسان".

الإحسان:
الإحسان هو لبُّ الإيمان وروحه وكماله، وهو أعلى مراتب الدين وغايتها، وأعظم أخلاق عباد الله الصالحين، وجامع لكل الأخلاق العالية والصفات الحسنة؛ وأصل العبودية لله ودوران أحوالها على أمرين: تعظيم قدرة الله تبارك وتعالى، والإحسان إلى خلق الله بالقول والفعل.

سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، ثم سأله عن الإيمان، ثم سأله عن الإحسان، فقال صلى الله عليه وسلم عن الإحسان:

"أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

إن الإحسان صفة الله وهو المحسن المجمل، والإحسان الذي به سمى العبد محسنًا أن يعبد الله كأنه يراه، أي؛ يعبده على المشاهدة. والإحسان هو كمال الحضور مع الله – عزَّ وجلَّ -، ومراقبته الجامعة لخشيته ومحبته ومعرفته، والإنابة إليه، والإخلاص له. وأن يعلم العبد على الدوام ويتيقن باطلاع الحق – سبحانه وتعالى – على ظاهره وباطنه. فاستدامته لهذا العلم واليقين: هي (المراقبة) وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله. وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة، وكل نَفَس وكل طرفة عين. فإن لم تكن تراه فإنه يراك، أي؛ فإن لم تحسن فهو المحسن.

المحسنون:
هم الذين يؤدون العبادة على وجهها الأكمل أداءً خاليًا من الرياء ويتقنونها ويخلصون فيها، ويراقبون ربهم – تبارك وتعالى – في إتمام الخشوع والخضوع وغير ذلك ويستحضرون عظمته وجلاله حالة الشروع وحالة الاستمرار. ويغلب عليهم مشاهدة الحق بقلوبهم فكأنهم يرونه، أو يستحضرون أن الحق مطلع عليهم يرى كل ما يعملون.

والإحسان يدخل فيه الإسلام والإيمان، والمحسن لا يكون محسنًا إلا إذا كان مسلمًا مؤمنًا، فالمحسنون هم المسلمون الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، ويحجون البيت إن استطاعوا إليه سبيلًا.

والمحسنون هم المؤمنون الذين يؤمنون بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والجنة والنار، والميزان، والبعث بعد الموت، والقدر خيره وشره.

والمحسنون هم الذين يحسنون في أعمالهم بامتثال الطاعات، ويخلصون لله العمل وينقادون لأمره ويتبعون شرعه، وينتهون عما نهى عنه وزجر، ويتبعون في أعمالهم ما شرعه الله لهم وما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق، ويعدلون إذا حكموا، ويحسنون القول إذا قالوا.

وهم الذين ينفقون في سبيل الله في سائر وجوه القربات ووجوه الطاعات، وخاصة صرف الأموال في قتال الأعداء، وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم.. ويحسنون الظن بالله في إخلافه عليهم.. وينفقون في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، والمنشط والمكره، والصحة والمرض، وفي جميع الأحوال.. ولا يشغلهم أمر عن طاعة الله تعالى، والإنفاق في مراضيه، والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر.

وهم الذين يكظمون الغيظ، فإذا ثار بهم الغيظ يكتموه فلا يعملوه، ولا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون ذلك عند الله – عزَّ وجلَّ -. والعافين عن الناس، فمع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد. (إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)