ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من العبادات (أحب السور إلى الله سورة الفلق)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من العبادات (أحب السور إلى الله سورة الفلق)
167 0

الوصف

                                                    ما يحب الله من العبادات

                                                أحب السور إلى الله سورة الفلق
أحب السور إلى الله سورة الفلق


عن عقبة بن عامر قال: تعلقت بقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرئني سورة هود وسورة يوسف. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا عقبة بن عامر، إنك لم تقرأ سورة أحب إلى الله عزَّ وجلَّ ولا أبلغ عنده من قل أعوذ برب الفلق".

سورة الفلق:

سورة الفلق وهي: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)

(الْفَلَقِ) أي؛ الصبح، وقيل: الخلق، أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله، وقال كعب الأحبار: الفلق؛ بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره. وقيل: هو جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه. وقيل: الفلق من أسماء جهنم. وقيل: هو كل ما انفلق عن شيء من حيوان وصبح وحب ونوى وماء فهو فلق. وقد اختار البخاري في صحيحه أن الفلق هو فلق الصبح.

(مِن شَرِّ مَا خَلَقَ) أي؛ من شر جميع المخلوقات بما فيهم جهنم وإبليس وذريته.

(وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) قال مجاهد: غاسق الليل إذا وقب غروب الشمس. وقيل: إنه الليل إذا أقبل بظلامه. وقيل: إذا وقب؛ الليل إذا ذهب. وقيل: الغاسق هو القمر؛ وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال:

"يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب".

(وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) أي؛ السواحر إذا رقين ونفثن في العقد.

(وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ الحسد) هو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها، فالحسد شر مذموم، والحاسد عدو نعمة الله. قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه: أحدها: أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره. وثانيها: أنه ساخط لقسمة ربه، كأنه يقول: لم قسمت هذه القسمة؟ وثالثها: أنه ضاد فعل الله، أي؛ إن فضل الله يؤتيه من يشاء، وهو يبخل بفضل الله. ورابعها: أنه خذل أولياء الله، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم. وخامسها: أنه أعان عدوه إبليس.

إن سورة الفلق هي إحدى السور الثلاث التي يقال لها المعوذات، وهي: الفلق والناس والإخلاص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أُنزِل – أو أُنزِلت – عليَّ آيات لم يُرَ مثلهن قط: المعوذتين"

والمعوذتين؛ أي؛ الفلق والناس، وقال صلى الله عليه وسلم:

"يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا" فعلمني (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) قال: فلم يرني سُررت بهما جدًا، فلما نزل لصلاة الصبح صلَّى بهما، صلاة الصبح للناس، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة، التفت إليَّ فقال: يا عقبة، كيف رأيت؟

ففي الحديث بيان عظم فضل هاتين السورتين اللتين تقرآن كل يوم مرات متعددة وفي مناسبات مختلفة مثل دبر الصلوات الخمس وفي الصباح والمساء وعند النوم وفي المرض وفي الرقية والتعوذ وغير ذلك.

فأما بعد الصلوات، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة المعوذتين في عقب الصلوات، قال عقبة بن عامر:

"أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة"،

فمن بين الأذكار التي يقولها المسلم بعد كل فريضة: سورة الإخلاص والمعوذتين، ولكن بعد صلاة الفجر والمغرب يكررها ثلاث مرات وهذا هو الأفضل.

وكذلك قراءتها في الصباح والمساء؛ عن عبد الله بن خبيب، قال:

خرجنا في ليلة مطيرة، وظلمة شديدة، نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: "قل". فلم أقل شيئًا، ثم قال: "قل". فلم أقل شيئًا. قال: "قل". فقلت: ما أقول؟ قال: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والمعوذتين، حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء"،

أي؛ تدفع عنك من كل سوء، أو تغنيك عما سواها مما يتعوذ به.

أما عند النوم؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة:

"يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن؛ لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)

قال عقبة: فما أتت عليَّ ليلة إلا قرأتهن فيها، وحق لي ألا أدعهن وقد أمرني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه بهذه المعوذات كل ليلة إذا أوى إلى فراشه، فعن عائشة:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات".

أما عند المرض؛ فعن عائشة:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها"،

وعنها أيضًا:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه – في المرض الذي مات فيه – بالمعوذات، فلما ثقل أنفث عليه بهن، وأمسح بيده نفسه لبركتها"،

فسألت الزهري: كيف ينفث؟ قال: كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه.

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بالمعوذتين عند الخوف من شيء، أو عند التغيرات الكونية؛ عن عقبة بن عامر قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين الجحفة والأبواء، إذ غشيتنا ريح، وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ بـ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ويقول:

"يا عقبة، تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما"

أي؛ هما أفضل التعاويذ التي يتعوذ بها من شر المخلوقات والسحر والحسد، ومن شر الوسواس الخناس من شياطين الجن والناس.