ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من العبادات (كثرة السجود)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من العبادات (كثرة السجود)
204 0

الوصف

                                                    ما يحب الله من العبادات

                                                         كثرة السجود

أحب الأعمال إلى الله كثرة السجود

عن معدان بن أبي طلجة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة – أو – بأحب الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".

السجود:
هو ركن من أركان الصلاة، ويكون بملامسة الجبهة والأنف للأرض؛ فإذا فعل ذلك المصلي فإنه يكون أقرب ما يكون من ربه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء

وهذا موافق لقول الله تعالى (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)

وكثرة السجود أحب الأعمال إلى الله لأن السجود لله غاية التواضع والذلة والعبودية لله تعالى، وفيه تميكن أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يُداس ويمتهن. ولله غاية العزة، وله العزة التي لا مقدار لها؛ فكلما بَعُدْت من صفته، قربت من جنته، ودنوت من جواره في داره.

ولما كان السجود أحب الأعمال إلى الله كان فضله عظيمًا، وأجره لا يقدر، وكيف تقدَّر مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟! فعن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: "سل" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: "أو غير ذلك؟" قلت: هو ذاك، قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود".

ومن فضل السجود أنه "إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله الملائكة أن يُخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرَّم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرُجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود". قال الله تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)

ومن فضل السجود أنه جُعل فيه الدعاء، وأن من يجتهد في الدعاء في سجوده جدير وخليق أن يُستجاب له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب عزَّ وجلَّ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمن أن يستجاب لكم".

(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)