موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصبر وفروعه وظواهره السلوكية(5- الصبر من مؤهلات القيادة العامة والدينية)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصبر وفروعه وظواهره السلوكية(5- الصبر من مؤهلات القيادة العامة والدينية)
256 0

الوصف

                                                    الصبر وفروعه وظواهره السلوكية

                                                  5- الصبر من مؤهلات القيادة العامة والدينية
            الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل السادس: الصبر وفروعه وظواهره السلوكية >>

5- خلق الصبر من الشروط التي تؤهل لمرتبة القيادة العامة والإمامة الدينية

أحق الناس بالتحلي بخلق الصبر من يتصدى للقيادة العامة، أو للإمامة الدينية، وذلك لكثرة ما يتعرض له من أمور تتطلب منه صبرًا، فإذا لم يصبر فشل وسقط عن مرتبة القيادة أو الإمامة.

هذه هي سنة الاجتماع البشري، التي دلت عليها الملاحظة، والتجارب التاريخية، والنصوص الإسلامية، وهي كما تنطبق على الأفراد تنطبق على الجماعات والأمم، ومن النصوص التي دلت على ذلك ما يلي:

1- يقول الله تعالى في سورة (السجدة 32):

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لَّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24))

فدل هذا النص القرآني على أن الصبر قد أهل أربابه لمرتبة الإمامة الدينية، إذ كانوا مهديين بهدى كتاب الله، ولذلك جعل الله منهم أئمة يهدون بأمره.

2- وفي سياق الكلام على قصة يوسف وإخوته قال الله تعالى في سورة (يوسف 12):

(قَالُوا أَإِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90))

فدل هذا النص على أن بلوغ يوسف عليه السلام إلى مرتبة القيادة العامة، قد كان مكافأة من الله له، على ما كان منه من تقوى وصبر، إذ أهله خلق الصبر لبلوغ هذه المرتبة.

3- ويقول الله تعالى في سورة (الأعراف 7):

(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137))

فهؤلاء قوم كانوا مستضعفين مذلين على أيدي فرعون وجنوده، فجاءتهم الهداية، فاستجابوا لربهم، وصبروا على أذى قومهم لهم ابتغاء مرضاة الله، فأنجاهم الله من عدوهم، ثم منحهم القيادة والسيادة، وأورثهم حكم البلاد التي بارك فيها، وقد ذكر الله السبب في منحهم هذا الإرث العظيم فقال: (بِمَا صَبَرُوا)