موسوعةالأخلاق الإسلامية-الدافع الجماعي(المسؤوليات الجماعية)
الوصف
الدافع الجماعي
المسؤوليات الجماعية
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الرابع: الدافع الجماعي >>
4- المسؤوليات الجماعية
لما أقام الإسلام الأمة الواحدة، وحث المسلمين على الانتظام فيها، وأمرهم بالجماعة في معظم أمورهم، وضعهم أمام مسؤوليات جماعية كثيرة، منها المسؤوليات التالية:
1- رعاية كل راعٍ لرعيته.
2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3- التربية والتعليم.
4- الشورى.
5- الخدمات والمرافق العامة.
6- تحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار.
7- الرعاية الصحية العامة.
8- الزكاة المفروضة، والصدقة العامة.
9- النفقة الواجبة، وصلة الرحم.
10- التعاون على البر والتقوى.
11- زيارة الإخوان في الله، وعيادة المرضى، وتشييع الجنائر، ودفن الموتى.
12- إكرام الجار، وإكرام الضيف، والتواصل بالمعروف، والتهادي.
13- حفظ عرض المسلم من الانتهاك، وحفظ ماله من الضياع والتلف أو العدوان عليه.
14- البعد عن كل ظلم وعدوان على الأنفس والأموال والأعراض.
15- البعد عن الغيبة والنميمة والهمز واللمز والشتيمة.
16- البعد عن كل إضرار بالناس أو إيذاءٍ لهم.
17- الجهاد في سبيل الله لصيانة الجماعة الإسلامية من عدوان أعدائها، ولصيانة دينها، وتوسيع دائرة أرضها، وتكثير أعدادها.
18- التواد والتراحم والتعاطف.
إلى غير ذلك من أمور كثيرة تدخل في حدود المسؤوليات الجماعية، التي من شأنها أن تدعم وحدة جماعة المسلمين، وتوثق عرى الأخوة بينهم.
وقد أبرز الرسول صلى الله عليه وسلم المفهوم العام للمسؤولية الجماعية في صورة تمثيلية بديعة، وذلك في الحديث التالي: روى البخاري والترمذي عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا.
في هذا البيان الرائع من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم نلاحظ بوضوح معاني المسؤولية الجماعية في مفهوم الإسلام؛ فالفرد في مركبة هذه الحياة، أو مجموعة أفراد من أمة، لا يملكون الحرية الشخصية في أن يفعلوا كل ما يريدون. إن عليهم مسؤولية جماعية تمنعهم من أن يعملوا أي عمل ربما يكون من نتيجته الإضرار بالجماعة، أو الإضرار بأنفسهم؛ لأنهم أيضًا جزء من الجماعة، وهم بما يفعلون في أنفسهم من ضر يضرون بالكيان الجماعي الذي هم جزء منه. فإذا تجاوز هؤلاء حدود مسؤوليتهم الجماعية، أو حاولوا تجاوزها، فإن على الآخرين من الجماعة مسؤولية ردعهم وكفهم والأخذ على أيديهم، فإن لم يفعلوا نزلت المصائب بالجماعة كلها، أما المذنبون فبكسبهم الإيجابي، وأما الآخرون فبكسبهم السلبي إذا لم يأخذوا على أيدي المذنبين.
إن هذا الحديث يصور الجماعة بمثابة ركاب سفينة واحدة، وأي إضرار أو إفساد في هذه السفينة يتعدى أثره إلى الجماعة كلها.
وفي هذا الحديث أيضًا تصوير لحالة أصحاب الأهواء المفسدين في الجماعة، والمتذرعين بمطلب الحرية الشخصية، إذ يغالطون الناس بجدليات باطلة، ويزينون أعمالهم التخريبية الهدامة بأصباغ إرادة مصلحة الآخرين، حتى يخادعوهم بذلك، فلا يقاوموهم ولا يأخذوا على أيديهم.