موسوعةالأخلاق الإسلامية-قوة الإرادة(تلقي الأحداث بصبر)
الوصف
قوة الإرادة
تلقي الأحداث بصبر
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثالث: قوة الإرادة >>
11- تلقي الأحداث بصبر، وعدم الحزن على ما فات، وعدم التطلع إلى ما هو بعيد المنال
ومن ظواهر قوة الإرادة تلقي الأحداث بالصبر، وعدم الحزن على ما فات، وعدم التطلع إلى الأماني المستحيلة أو بعيدة المنال جدًّا، لئلا تشتغل النفس بها، فتفوت العمل الجاد لتحقيق المرجو، وتضيع الوقت بالأوهام، وأحاديث النفس الضائعات، وما يسمى بأحلام اليقظة.
والإيمان بالقضاء والقدر مع الثقة بحكمة الله، يحقق للمؤمن هذا المظهر من مظاهر قوة الإرادة.
وفي تربية الإسلام المسلمين للأخذ بهذه الظاهرة من ظواهر قوة الإرادة، قال الله تعالى في سورة (الحديد 57):
(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23))
فالمؤمن يتلقى مقادير الله بإرادة قوية، ورضىً تام، وصبر وجلد؛ لأنه يعلم أن الله حكيم، فهو لا يختار لعباده إلا ما فيه خيرهم.
ومن الوصايا النبوية قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
(أخرجه مسلم عن أبي هريرة).
وتوجيهات الإسلام للصبر ستأتي في فصل خاص إن شاء الله.