موسوعةالأخلاق الإسلامية-قوة الإرادة(التفاؤل بالخير)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-قوة الإرادة(التفاؤل بالخير)
223 0

الوصف

                                                     قوة الإرادة

                                                    التفاؤل بالخير
                     الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثالث: قوة الإرادة >>

10- التفاؤل بالخير

ومن ظواهر قوة الإرادة بالتفاؤل بالخير، وصرف النفس عن التشاؤم من العواقب، ما دام الإنسان يعمل على منهج الله فيما يرضي الله.

والإسلام يشجع المسلمين على التفاؤل ويرغبهم به؛ لأنه عنصر نفسي طيب، وهو من ثمرات قوة الإرادة، ومن فوائده أن يشحذ الهمم إلى العمل، ويغذي القلب بالطمأنينة والأمل.

والإسلام ينفر المسلمين من التشاؤم، ويعمل على صرفهم عنه؛ لأنه عنصر نفسي سيئ، يبطئ الهمم عن العمل، ويشتت القلب بالقلق، ويميت فيه روح الأمل، فيدب إليه اليأس دبيب الداء الساري الخبيث، وهو يدل على ضعف الإرادة.

ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره التشاؤم.

إن التفاؤل من الوجوه الباسمة المشرقة في الحياة بخلاف التشاؤم فهو من الوجوه الكالحة القاتمة.

حسب الإنسان من التفاؤل أن يعيش سعيدًا بالأمل، فالأمل جزء من السعادة، أما التشاؤم فيكفيه ذمًا وقبحًا أنه يشقي صاحبه ويقلقه ويعذبه، قبل أن يأتي المكروه المتخوف منه، فيعجل لصاحبه الألم، وقد لا يكون الواقع المرتقب مكروهًا يتخوف منه، إلا أن التشاؤم قد صوره بصورة قبيحة مكروهة.

إن المؤمن صادق الإيمان يعمل متوكلًا على الله، فيكسبه توكله على الله الأمل والرجاء بتحقيق النتائج التي يرجوها، فيعيش في سعادة التفاؤل الجميل بسبب توكله على الله. أما المتشائم فلا يلاحظ من احتمالات المستقبل إلا وجوهها القبيحة المكروهة. وسبب التشاؤم سوء الظن بالله وضعف التوكل على الله.

وقد جاء معنى التفاؤل في القرآن تحت صيغة الرجاء، فالمسلم يرجو من الله تحقيق الأمور المحبوبة التي ترضيه سبحانه، فمن ذلك قول الله تعالى في سورة (النساء 4):

(وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104))

ففي هذا النص القرآني حث شديد على الجهاد ومقاتلة العدو باندفاع قوي وبأس صادق، وتذكير للمؤمنين بأنهم يرجون من الله ما لا يرجو عدوهم، فهم يرجون من الله أن يؤيدهم بنصره، وهذا لا يرجوه عدوهم، وهم يرجون من الله أن يجزل لهم الأجر عنده يوم القيامة، وهذا أيضًا لا يرجوه عدوهم، فالرجاء هنا يدل على ما يدل عليه معنى التفاؤل.