موسوعةالأخلاق الإسلامية-قوة الإرادة(تفاوت الناس في نسب قوة الإرادة وضعفها)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-قوة الإرادة(تفاوت الناس في نسب قوة الإرادة وضعفها)
232 0

الوصف

                                                     قوة الإرادة

                                     تفاوت الناس في نسب قوة الإرادة وضعفها
            الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثالث: قوة الإرادة >>

4- تفاوت الناس في نسب قوة الإرادة وضعفها

الناس يتفاوتون تفاوتًا كبيرًا وضمن درجات عديدة في مقادير ما لديهم من قوة أو ضعف في إراداتهم.

وباستطاعتنا أن نضع سلمًا لهذا التفاوت، تصعد الدرجات من منتصفه متسلسلة بحسب تصاعد مقدار قوة الإرادة، وتهبط الدركات من منتصفه متسلسلة بحسب تنازل مقدار ضعف الإرادة، وتقترن بالدرجات الصاعدات نسب الفضائل الخلقية التي ترتبط بقوة الإرادة، وتقترن بالدركات النازلات نسب الرذائل الخلقية التي ترتبط بضعف الإرادة.

قابلية الإرادة الضعيفة للتقوية:

إن الإنسان ضعيف الإرادة يستطيع أن يتخذ مجموعة من الوسائل العلاجية ليقوي بها إرادته، وهي كثيرة، ومن أهمها ما يلي:

1- تقوية عناصر الإيمان بالله، وبصفاته العظيمة، وبقضائه وقدره، وبحكمته العالية، وتقوية ما يقتضيه الإيمان من الثقة بالله، وصدق التوكل عليه، وحسن الظن به، فتقوية هذه العناصر تعتبر من الوسائل الجذرية لاكتساب فضيلة قوة الإرادة، فضعف الإرادة يأتي من عدم الثقة بالنفس. والثقة بالله مع صدق التوكل عليه وحسن الظن به تمنح الإنسان ثقةً بسداد ما يبته من أمر متوكلًا فيه على ربه، وأملًا بمعونة الله في تحقيق النتائج التي يرجوها، فتقوى بذلك إرادته.

2- التدريب العملي على مقاومة أهواء النفس ومخالفة شهواتها، كلما ألحت عليه بمطالبها.

3- ممارسة أنواع العبادات الإسلامية تعتبر من الوسائل لتقوية الإرادة الإنسانية.

فتأدية عبادة الصلاة بالتزام وانتظام وسيلة تقوي الإرادة الإنسانية على مخالفة كثير من أهواء النفس.

وتأدية عبادة الصوم بالتزام تام وسيلة أخرى تقوي الإرادة الإنسانية ضد طائفة من أهواء النفس.

وهكذا سائر العبادات.

4- والتزام طاعة الله في كل ما أمر به وفي كل ما نهى عنه من الوسائل الناجعة في تقوية الإرادة.

5- الأناة في البت، ثم المضي في العمل دون تردد متى وضح سداد الاتجاه أو ظهر رجحانه، وعندئذ ينبغي صرف الخواطر المعوقة والمثبطة، إلا أن يظهر يقين يكشف جانب الحق، عندئذ يكون الرجوع إلى الحق مظهرًا من مظاهر قوة الإرادة، ويكون التمادي في الخطأ عنادًا مذمومًا، واتباعًا لهوى من أهواء النفس، وذلك من ضعف الإرادة، أو من الرعونة والحماقة.