موسوعةالأخلاق الإسلامية-قوة الإرادة(المجالات التي تحتاج إلى قوة الإرادة)
الوصف
قوة الإرادة
المجالات التي تحتاج إلى قوة الإرادة
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثالث: قوة الإرادة >>
3- المجالات التي تحتاج إلى قوة الإرادة
ويحتاج الإنسان إلى قوة الإرادة ضد كل عوامل الانحراف والتثبيط، من داخل نفسه، أو مما يأتيه ليؤثر عليه من الخارج.
فيحتاج إلى قوة الإرادة ضد أهواء نفسه وشهواتها، ووساوسها، وضد كل دوافع نفسه ونوازعها التي قد تميل بها إلى الجنوح، ويدخل في ذلك فتنة المال، وفتنة الأولاد، وفتنة النساء، وفتنة الجاه، وفتنة الحكم والسلطان، إلى آخر الأمور التي تدخل في زينة الحياة الدنيا.
ويحتاج إلى قوة الإرادة ضد ميل نفسه إلى الدعة والراحة، الدافعتين إلى الكسل والفوضى.
ويحتاج إلى قوة الإرادة ضد مخاوف نفسه المختلفة، وضد ما ينزل به فعلًا من مصائب يجب أن يعالجها بالصبر والسلوان، وضد ما يفوته من خيرات كان يرجوها، وضد تطلعات أوهام النفس إلى الأماني التي ضاعت مع الماضي، والتي لا يمكن تحققها في المستقبل، أو من المستبعد في مجرى العادات تحققها في المستقبل.
ويحتاج إلى قوة الإرادة ضد وساوس شياطين الإنس والجن.
أما قوة الإرادة ضد المخاوف الحاضرة فمظهرها الشجاعة وضدها الجبن، وأما قوة الإرادة ضد المخاوف التي يحتمل وقوعها في المستقبل فمظهرها التفاؤل، وضده التشاؤم. وإذا زاد التفاؤل عن حده المعقول كان مظهرًا من مظاهر الطموح الأرعن والطمع الغبي. وإذا نقص التشاؤم إلى الحد المعقول كان حذرًا محمودًا.
وأما قوة الإرادة في مواجهة المصائب والآلام فمظهرها الصبر، فإذا مر زمانها فمظهرها السلوان والنسيان.