موسوعةالأخلاق الإسلامية-الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها(الرحمة بالأرملة والمسكين والبنات)
الوصف
الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها
الرحمة بالأرملة والمسكين والبنات
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثاني: الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها >>
في الرحمة بالضعفاء: الأرملة والمسكين والبنات:
1- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.
قال الراوي: وأحسبه قال:
وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر.
2- وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف.
وفي رواية في الصحيحين أيضًا:
ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنىً يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس.
3- وروى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال:
من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار.
أي كن له حجابًا يحجبه من عذاب النار.
4- وروى مسلم عن عائشة قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار.
5- وروى مسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين
وضم أصابعه.
ففي هذه الأحاديث النبوية حث على كفالة الضعفاء ورعايتهم والرحمة بهم، فهي من الواجبات الاجتماعية الإسلامية، وتنبع من منابع خلق الرحمة، وخلق حب العطاء.
وقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم أن السعي على الأرملة والمسكين من الأعمال الحسنة والفضائل العظيمة عند الله، وأنه كالجهاد في سبيل الله، وأن له مثل أجر قائم الليل الذي لا يفتر عن العبادة، ومثل أجر المواظب على الصوم الذي لا يفطر.
وأبان الرسول صلى الله عليه وسلم أن القيام بتربية البنات وخدمتهن والإحسان إليهن يدخل الجنة ويحمي من عذاب النار.
وهذا عناية عظيمة من الإسلام بالضعفاء، ضمانًا لحاجاتهم وربطًا لهم بالمجتمع ربطًا تامًا، إذ جعل المجتمع المسلم مسؤولًا عنهم، كالأسرة الواحدة.
والأرملة إنسانة كسيرة القلب بفقد زوجها المعيل لها والساعي عليها، وهي إنسانة حزينة ضعيفة، فمن رحمها وسعى في حاجاتها كان سعيه سلوةً لها وضمادًا لجراحها وجبرًا لكسرها.
والمسكين إنسان مهيض الجناح، ضعيف الحال، مثقل بالأحمال، فمن ساعده وسعى عليه وقدم له ولأسرته حاجاتهم ومعايشهم، جبر كسره، ومسح عنه حزنه، ورفعه من مقام الذلة والمهانة والضعف.
ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم المسكين بوصفين:
الأول:
أنه ذو حاجة لا يجد غنى يغنيه.
الثاني:
أنه متعفف يكتم حاجته وفقره، فلا يسأل الناس، فلا يفطن الناس إلى واقع حاله حتى يتصدقوا عليه.
والبنات الصغار ضعيفات، وقد يزهد أهلهن بهن، تأثرًا بالمفاهيم الجاهلية من كراهية أن يولد لهم الإناث، فمن عالهن وأحسن إليهن وأكرمهن وأدبهن كن له سترًا من النار.