موسوعةالأخلاق الإسلامية-الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها(مستويات الرحمة)
الوصف
الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها
مستويات الرحمة
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثاني: الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها >>
للرحمة مستويات:
والرحمة ذات مراتب ودرجات، ولها مستويات متفاوتات، قد يصل بعضها إلى أن يشعر الراحم بمثل مشاعر من يرحمه تمامًا، في النوع والمقدار، وقد يعمل التصور على أن تكون فعلًا أكثر من مشاعر من يرحمه. وتتنازل هذه المراتب والمستويات حتى تكون شفقة عابرة، أو رقة آنية لا تقوى على تحريض صاحبها تحريضًا مؤثرًا في بذل معونة، أو تقديم مؤونة، أو مساعدة في خدمة، أو مشاركة في دمعة، أو تضحية بأي شيء قد ينفع مستحق الرحمة.
وتختلف دوائر الرحمة اتساعًا وضيقًا، فبعض الناس تتدفق في قلبه مشاعر الرحمة نحو الذين يحبهم من ولد، أو أب، أو أم، أو زوج، أو أخ، أو صديق، أو قريب أو نحو ذلك، فإذا شاهد آلام الآخرين الذين لا صلة له بهم لم يشعر نحوهم بأية مشاركة لهم في آلامهم، بل قد يقابلها ببرود في مشاعره، أو قسوة في قلبه. بينما نجد من الناس رحماء تجاه كل من يستحق الرحمة من قريب أو غيره. وبين الدائرة الضيقة والدائرة الواسعة دوائر متعددة، يتسع بعضها للعشيرة ويتسع بعضها للقبيلة، ويتسع بعضها للقوم، ثم تأتي الدائرة الكبرى التي تتسع لكل كائن حي له إحساس بالألم واللذة.