موسوعةالأخلاق الإسلامية-بواعث جحود الحق والكفر به مع ظهوره ووضوح أدلته((7) نوازغ نفسية مختلفة، كالغضب والطمع والخوف)
الوصف
بواعث جحود الحق والكفر به مع ظهوره ووضوح أدلته
(7) نوازغ نفسية مختلفة، كالغضب والطمع والخوف
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 9- بواعث جحود الحق والكفر به مع ظهوره ووضوح أدلته >>
(7) نوازغ نفسية مختلفة، كالغضب والطمع والخوف:
وقد يكون جحود الحق ورفض اتباعه والعمل به ناشئًا عن الغضب الذي ينطمس معه وجه الحقيقة، أو عن الطمع الذي قد يعمي بصيرة صاحبه فلا يرى الحق، أو عن الخوف الذي قد يؤثر في النفس مثل تأثير الطمع أو أكثر.
لذلك كان على داعي الحق أن ينتظر من يدعوه حتى تهدأ ثورة غضبه إذا وجده غضبان. وأن يهدئ روعه ويؤمنه مما يخاف إذا وجده في حالة خوف. وأن يداري شدة طمعه فيرضيه له ببعض المرضيات حتى يفتح نفسه لقبول الحق.
وهذا ما اعتمدت عليه التربية الإسلامية في أساليب الدعوة إلى الله، وجمع الخلق على الحق.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي أقوامًا عطاءً جزيلًا لما يرى في قلوبهم من الطمع والهلع، فيتألف بذلك قلوبهم، ويحبب إليها اتباع الحق وسلوك سبيل الهدى.
روى البخاري ومسلم عن أنس قال: إن ناسًا من الأنصار قالوا حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالًا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشًا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدًا غيرهم؛ فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
ما حديث بلغني عنكم؟؟
فقال فقهاؤهم: أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا، وأما أناسٌ منا حديثة أسنانهم قالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشًا ويدع الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إني أعطي رجالًا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟
قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا.