موسوعةالأخلاق الإسلامية-الأمانة(الأمانة من أبرز أخلاق الرسل)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الأمانة(الأمانة من أبرز أخلاق الرسل)
231 0

الوصف

                                                                الأمانة

                                                      الأمانة من أبرز أخلاق الرسل
                                   الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 6- الأمانة >>

الأمانة من أبرز أخلاق الرسل:

من الملاحظ في أسس العقيدة أن الأمانة من أبرز أخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ لأنها شرط أساسي لاصطفائهم بالرسالة، فلولا أن يكونوا أمناء لما استأمنهم الله على رسالاته لخلقه.

ففي شأن هود عليه السلام يقول الله تعالى في سورة (الأعراف 7):

(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)) .

فعرض هود لقومه من صفاته أنه أمين، وهذه الصفة من صفاته لا بد أن تكون معروفة لديهم قبل أن يبعثه الله رسولًا، ومن شأن الأمين أن يكون موثوقًا به في نقل الأخبار وتبليغ الرسالات.

ويقص الله علينا قصص نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام في سورة (الشعراء) ويخبرنا بأن كل رسولٍ من هؤلاء قد قال لقومه: (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) .

ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قد كان في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهورًا بينهم بأنه الأمين، فكان خلق الأمانة من الأخلاق الظاهرة البارزة فيه صلوات الله عليه، حتى كان الناس يختارونه لحفظ ودائعهم عنده، ولما هاجر صلوات الله عليه وكل علي بن أبي طالب برد الودائع إلى أصحابها.

وجبريل عليه السلام أمين الوحي، وقد وصفه الله بذلك في قوله في سورة (الشعراء 26):

(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)) .

ولولا صفة الأمانة فيه لما حصلت الثقة بما يبلغ عن الله من شرائع، ولما اصطفاه الله لحمل رسالاته إلى رسله من البشر.

وكذلك حال الرسل من البشر، لولا صفة الأمانة فيهم لما حصلت الثقة بما يبلغون عن ربهم، ولما اصطفاهم الله لحمل رسالاته للناس.