موسوعةالأخلاق الإسلامية-العدل(العدل من الأسس العامة لأحكام الشرائع الربانية)
الوصف
العدل
العدل من الأسس العامة لأحكام الشرائع الربانية
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 5- العدل >>
العدل من الأسس العامة لأحكام الشرائع الربانية:
حين نبحث عن الأسس العامة لأحكام الشرائع الربانية يتبين لنا أن العدل أحد هذه الأسس، لا سيما ما يتعلق من أحكام الشرائع بتنظيم علاقات الناس المادية والأدبية والسياسية، لضمان حقوقهم، ومصالحهم، فمستند هذه الأحكام مما تدعو إليه وتقتضيه مكارم الأخلاق.
وفي النص الكلي الجامع يقول الله تعالى في سورة (النحل 16):
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)) .
ومن هذا يظهر لنا، أن الشريعة الإسلامية حين قررت أحكامها ونظمها المنظمة لعلاقات الناس المادية والأدبية والسياسية؛ راعت فيها أن مكارم الأخلاق توجبها أو تحسنها، وتحرم أضدادها، أو تقبحها، فهي نظم بوصفها أحكامًا منظمة، وهي عند تطبيق الأفراد قد تكون أيضًا ظواهر سلوكية لأخلاق كريمة متمكنة في نفوسهم، وعند تدريب المؤمنين عليها تهدف التربية الإسلامية إلى جعلها فيهم أخلاقًا مكتسبة.
ولدى تحليل الترابط وتوجيه الأطراف يتبين لنا ما يلي:
1- العدل ظاهرة من ظواهر تطبيق الحق.
2- فإذا قررت وجوبه الأحكام والشرائع أو تواضع عليه الناس كان نظامًا أو قانونًا.
3- وإذا أحبته القلوب والنفوس حبًّا موجهًا للسلوك ومتحكمًا فيه، كان خلقًا.
4- وإذا كان الدافع لتطبيقه لدى الأفراد الخوف من مخالفة النظام، ومما يترتب على المخالفة من عقاب، كان تطبيقًا للنظام، ويمكن بالتكرار والالتزام الدائم أن يتحول فيكون خلقًا بعد أن يكون عادة.
5- وإذا كان الدافع لتطبيقه باعثًا خلقيًّا أصيلًا في النفس، كان ظاهرة خلقية، ومتى كان كذلك فلا بد أن يكون مَكِينًا في السلوك.
6- وإذا ابتغيت به مرضاة الله كان دينًا وعبادة لله وطاعة له وسببًا في اكتساب الأجر العظيم عنده.