موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(ط - شهادة الزور)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(ط - شهادة الزور)
211 0

الوصف

                                                                الصدق

                                                         ط - شهادة الزور
                                   الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 3- الصدق >>

ط - شهادة الزور:

وفي حياة الناس نوع خطير من الكذب، شديد القبح، سيئ الأثر، ألا وهو شهادة الزور.

إن الأصل في الشهادة أن تكون سندًا لجانب الحق، ومعينة للقضاء على إقامة العدل، والحكم على الجناة الذي تنحرف بهم أهواؤهم وشهواتهم، فيظلمون أو يبغون، أو يأكلون أموال الناس بالباطل، فإذا تحولت الشهادة عن وظيفتها، فكانت سندًا للباطل، ومضللة للقضاء، حتى يحكم بغير الحق، استنادًا إلى ما تضمنته من إثبات، فإنها تحمل حينئذٍ إثم جريمتين كبريين في آن واحد.

الجريمة الأولى:
عدم تأديتها وظيفتها الطبيعية الأولى.

الجريمة الثانية:
قيامها بجريمة إيجابية، تهضم فيها الحقوق، ويظلم فيها البرآء، ويستعان بها على الإثم والبغي والعدوان.

فهي في هذا كالقاضي الذي بيده سلطة القضاء ليحكم بالعدل، فيحكم بالجور والظلم والعدوان، اتباعًا للهوى، أو طمعًا بعرض من أعراض الحياة الدنيا.

وهي أيضًا كالمستأمن الذي يخون من استأمنه.

فالجريمة في كل ذلك بجريمتين، والظلم بظلمين، ولكل من أصحاب هذه الجرائم كفلان من العقاب.

ولذلك قرن الله تبارك وتعالى التحذير من قول الزور بالتحذير من الشرك بالله، فقال تعالى في سورة (الحج 22):

(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)) .

الزور في اللغة: الكذب والباطل، وأصل مادة الكلمة يدل على معنى الميل، والكذب والباطل ميل عن الحق والصدق.

وقد وصف الله عباد الرحمن بأنهم لا يشهدون الزور، فقال تعالى في سورة (الفرقان 25):

(وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)) .

وروى البخاري ومسلم عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألا أنبئكم بأكبر الكبائر

قلنا: بلى يا رسول الله. قال:

الإشراك بالله وعقوق الوالدين

وكان متكئًا فجلس فقال:

ألا وقول الزور وشهادة الزور

فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت!!.

وروى أبو داود وابن ماجه، عن خريم بن فاتك، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما انصرف –أي من صلاته- قام قائمًا فقال:

عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله

ثلاث مرات، ثم قرأ قوله تعالى:( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ للهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ .... (31)) .  من الآيتين 30 – 31 من سورة (الحج 22).