موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(و - الكذب على الله والرسول)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(و - الكذب على الله والرسول)
214 0

الوصف

                                                                الصدق

                                                   و - الكذب على الله والرسول
                                الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 3- الصدق >>

و - الكذب على الله والرسول:

ومن أشنع صور الكذب الكذب على الله، أو الكذب على الرسول؛ لأنه افتراء في الدين، وتلاعب بشرائع الله لعباده، وتجرؤ عظيم على النار.

ولذلك كان من صفات النبي الأساسية صفة الصدق في تبليغ ما أمره الله بتبليغه، ولما طالب الكافرون رسول الله بتغيير بعض ما أنزل عليه إلى ما يوافق أهواءهم، أنزل الله عليه قوله في سورة (الحاقة 69):

(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ (44) لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)) .

أي: لأهلكناه إهلاكًا سريعًا لو أنه كذب علينا ولو في بعض الأقاويل، وذلك لخطورة أمر الكذب على الله من رسول مؤيد من عند الله بالمعجزات.

ومنطق التأييد بالمعجزة يقضي بعصمة الرسول عن الكذب فيما يبلغ عن ربه.

وافتراء الكذب على الله ولو من آحاد الناس هو من أظلم الظلم، قال الله تعالى في سورة (الأنعام 6):

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)) .

وفي معرض إنكار تحريم ما لم يحرمه الله قال الله تعالى في سورة (الأنعام 6):

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)) .

وقال الله تعالى في سورة (هود 11):

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)) .

إلى غير ذلك من نصوص قرآنية.

ونظير الكذب على الله الكذب على الرسول؛ لأن أقوال الرسول حجة في الدين، ومصدر من مصادر التشريع فيه، فالكذب عليه تلاعب في الدين وافتراء على الله، ولذلك جاء في الحديث المتواتر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:

من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار.

ومن يروي الأحاديث الموضوعة، وهو يعلم أنها موضوعة، ثم لا يبين وضعها، ولا يذكر أنها مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أحد الكاذبين، روى الإمام مسلم عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.

وقد تفضل الله على هذه الأمة فقيض لها علماء مخلصين قاموا بأعمال علمية مضنية، حرروا فيها ما نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث، وميزوا ما هو صحيح النسبة إلى رسول الله، وما هو ضعيف النسبة، وما هو موضوع مكذوب عليه.