موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(ج - لا يكون الكذب من الأخلاق الفطرية)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(ج - لا يكون الكذب من الأخلاق الفطرية)
207 0

الوصف

                                                                  الصدق

                                                           ج - لا يكون الكذب من الأخلاق الفطرية
                            الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 3- الصدق >>

ج - لا يكون الكذب من الأخلاق الفطرية التي يطبع عليها الإنسان:

يظهر من ملاحظة الصغار أنهم مفطورون في أساس تكوينهم على حب الحق، وعلى حب الصدق، وأن خلق الكذب لا يكون أصيلًا في طبع الإنسان بحسب فطرته وإنما يكتسبه بعد ذلك في حياته اكتسابًا، بعوامل شتى، منها البيئة، ومنها مؤثرات الأهواء والشهوات، ومنها الاعتياد بتكرر الخبرات، ثم تتحول العادة فتكون خلقًا مكتسبًا.

روى الإمام أحمد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب.

فهذا الحديث يدل على أن الإنسان مفطور في أساس تكوينه على حب الحق، والذي يحب الحق لا يكون خائنًا ولا كذابًا، وأن الخيانة والكذب يأتيان إلى أخلاق الناس اكتسابًا.

وذكر الحديث المؤمن ولم يذكر الإنسان، إلا أن كل إنسان مفطور على الإيمان، فهو مؤمن بالفطرة، ويفسد فطرته بعد ذلك بإرادته، أو تعمل البيئة على إفساد فطرته، وقد دل على هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يتركانه مسلمًا.

ودل عليه أيضًا قول الله تعالى في سورة (الروم 30):

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (30)) .

ولما كان الإنسان في فطرته أكثر ميلًا إلى الحق والصدق كانت تربيته على حب الحق والتزام الصدق أمرًا ميسورًا، يجد من الفطرة مساعدات عليه، وعلى المربين أن يستغلوا ذلك استغلالًا حسنًا.