موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية:خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية(10- فاصفح الصفح الجميل)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية:خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية(10- فاصفح الصفح الجميل)
119 0

الوصف

                                                              خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية

                                                                    10- فاصفح الصفح الجميل
                              الباب الثالث: الرسول ذو الخلق العظيم وتربية القرآن له في مجال السلوك الخلقي >> الفصل الأول: خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية >>

10- فاصفح الصفح الجميل

ومما أدب الله به رسوله أن يتحلى بخلق الصفح، وهو الإعراض عن مواجهة السيئة بمثلها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل الناس صفحًا، يتلقى من قومه الأذى المؤلم فيعرض عن تلويمهم أو تعنيفهم أو مقابلتهم بمثل عملهم، ثم يعود إلى دعوتهم ونصحهم كأنما لم يلق منهم شيئًا.

وفي تأديب الله لرسوله بهذا الأدب أنزل الله عليه في المرحلة المكية قوله في سورة (الحجر 15):

(فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (86)) .

ثم أنزل عليه قوله في سورة (الزخرف 43):

(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)) .

فكان يقابل أذى أهل الشرك بالصفح الجميل، وهو الصفح الذي لا يكون مقرونًا بغضب أو كبر أو تذمر من المواقف المؤلمة وكان كما أدبه الله تعالى.

ثم كان يقابل أذاهم بالصفح الجميل، ويعرض قائلًا: سلام.

وفي العهد المدني لقي الرسول صلى الله عليه وسلم من يهود أهل المدينة أنواعًا من الخيانة، فأنزل الله عليه قوله في سورة (المائدة 5):

(وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)) .

فصبر الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم وعفا وصفح، حتى جاء الإذن الرباني بإجلائهم، ومعاقبة ناقضي العهد منهم.