موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية:خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية(7- ولا تمنن تستكثر)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية:خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية(7- ولا تمنن تستكثر)
125 0

الوصف

                                                              خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية
                                                                             7- ولا تمنن تستكثر
                                   الباب الثالث: الرسول ذو الخلق العظيم وتربية القرآن له في مجال السلوك الخلقي >> الفصل الأول: خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن وصفًا وتربية >>

7- ولا تمنن تستكثر

من خلق الرسول الجود وحب العطاء فقد كان أجود الناس، ولكن الله وجهه إلى أكمل صور العطاء النابع عن الخلق الأصيل في النفس، وذلك بأن لا يتبع عطاءه بالمن مهما رأى العطاء كثيرًا، وبأن لا يستكثر ما يعطيه، فإن من يحب العطاء في خلقه لا يرى أي عطاء يعطيه كثيرًا، إذ في نفسه من الرغبة بالعطاء ما هو أكثر بكثير، لذلك فهو يرى الكثير الذي يعطيه قليلًا، فقال الله له في سورة (المدثر 74):( وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)) .

أو ولا تعط حالة كونك طالبًا ممن تعطيه أكثر مما أعطيته، بل أعط ابتغاء مرضاة الله، والمعنى وأعط غير مستكثر.

وفي هذا التوجيه الرباني للرسول توجيه لبلوغ أكمل مراتب الجود الإنساني.

وتحقق الرسول بهذا الخلق العظيم، فلم يكن يمن في عطائه، ولم يكن يستكثر عطاء مهما بلغ، ولم يكن يرجو ممن يعطيه المكافأة بأكثر، ولم يكن يمن على ربه بما يبذل في سبيل تبليغ رسالته. وحينما يقلل من مقادير العطاء أو يكثر، فإنما يتبع ما يراه الحكمة والمصلحة، مما يرجو فيه مرضاة الله، دونما بخل أو اتباع هوى.