موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في الفكر (في الفكر)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في الفكر (في الفكر)
208 0

الوصف

                                                               الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في الفكر

                                                                           في الفكر
                                             الباب الثاني: الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية >> الفصل السادس: في الفكر >>

في الفكر

جاء في القرآن الأمر بالتفكر في خلق السماوات والأرض، وفي الأنفس، وفي آيات الله الكونية، وفي آيات الله القرآنية، وفي أنباء الأولين وقصصهم للاعتبار بها، وفي غير ذلك من مجالات تحتاج إلى إعمال الفكر.

ولما كان واضحًا لدى الناس أن الدماغ في الرأس هو مركز التفكير، لم يحتج الأمر إلى أن يشير إليه القرآن.

ونصوص الأمر بالتفكر والتوجيه له كثيرة في القرآن الكريم، منها ما يلي:

(أ) قال الله تعالى في سورة (سبأ 34):

(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)) .

ففي هذا النص دعوة إلى التفكر الإفرادي، والتفكر الجماعي بين اثنين يتناظران.

وفيه إشارة إلى أن التفكير الجماعي العام قلما يثمر ثمرًا نافعًا؛ لأنه يكون في الغالب اتكاليًّا غوغائيًّا مستغلًا من قبل أفراد.

(ب) وقال الله تعالى في سورة (البقرة 2):

(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) (266)) .

(ج) وقال الله تعالى في سورة (الأنعام 6):

(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50)) .

(د) وقال الله تعالى في سورة (آل عمران 3):

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)) .

(هـ) وقال الله تعالى لرسوله في سورة (الأعراف 7):

(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)) .

(و) وقال الله تعالى في سورة (يونس 10):

(كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)) .

(ز) وقال الله تعالى لرسوله في سورة (النحل 16):

(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)) .

(ح) وقال الله تعالى في سورة (الروم 30):

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) .

أي: فهذا موضوع يحتاج إلى التفكر لمعرفة ما أودع الله فيه من آيات قدرته وحكمته.

(ط) وقال الله تعالى في سورة (النحل 16):

(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)) .

(ي) وقال الله تعالى في سورة (الحشر 59):

(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)) .

وهكذا تدعو النصوص القرآنية للتفكر وتوجه له؛ لأن التفكر هو وسيلة اكتساب المعارف غير البديهية، وغير الحسية.