موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في النفس((ح) منابع الخير والشر من النفس)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في النفس((ح) منابع الخير والشر من النفس)
205 0

الوصف

                                                              الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في النفس

                                                              (ح) منابع الخير والشر من النفس
                                       الباب الثاني: الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية >> الفصل الثاني: في النفس بوجه عام >>

(ح) منابع الخير والشر من النفس:

من كل ما سبق يتبين لنا أن منابع الخير والشر لدى الإنسان موجودة في زوايا نفسه، فسلوكه الظاهر وأعماله المختلفة ثمرة ونتيجة لحركات نفسه واندفاعاتها واتجاهاتها الجازمة. ولما كان الجزاء الرباني المعجل في الحياة الدنيا منوطًا بأعمال الناس، وأعمالهم نتيجة ما في نفوسهم، كان من الطبيعي المنطقي أن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وهذا ما بينه القرآن، فقال الله تعالى في سورة (الرعد 13):

(إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن والٍ (11)) .

وقال الله تعالى في سورة (الأنفال 8):

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)) .

ويعرف الشيطان هذه الحقيقة، فيقول يوم القيامة للذين استجابوا لوساوسه وتسويلاته في الحياة الدنيا: لا تلوموني ولوموا أنفسكم.

قال الله تعالى في سورة (إبراهيم 14):

(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)) .