موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في النفس(مقدمة عامة)
الوصف
الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في النفس
مقدمة عامة
الباب الثاني: الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية >> الفصل الأول: مقدمة عامة >>
مقدمة عامة
الذي يظهر من دراسة الدلالات القرآنية للمراد من النفس والصدر والقلب والفؤاد، أن هذه الأربعة بمثابة دوائر أربع، الأولى كبرى، وهي تمثل النفس، والثانية أصغر منها في داخلها، وهي تمثل الصدر، والثالثة أصغر من الثانية وهي في داخلها، وهي تمثل القلب، وفيه يكون العقل الإرادي، والرابعة هي الدائرة الصغرى وهي في داخل الدائرة الثالثة، وهي تمثل الفؤاد.
وأما الفكر فله دائرة خاصة ضمن دائرة النفس الكبرى، وهذه الدائرة التي للفكر تتعامل مع الدوائر الأخرى بالأخذ والعطاء، والتأثير والتأثر: فتتعامل مع دائرة النفس باعتبار أنها جزء منها، وتتعامل مع دوائر الصدر والقلب والفؤاد أيضًا، باعتبار أنها أجزاء ضمن وحدة دائرة النفس الكبرى، ولها بها صلات أخذ وعطاء ومشاركة. وفي عمق دائرة الفكر تقع دائرة اللب، ويطلق عليه النهى والحجر، وفي دائرة اللب يكون العقل العلمي.
ويظهر من الدلالات القرآنية أن لكل دائرة من دوائر النفس المتسلسلة في التصاغر إلى نقطة مركزها أمورًا مشتركة عامة، وأمورًا هي من قبيل الاختصاصات، ومن هذه الاختصاصات ما هو اختصاص انفراد، ومنها ما هو اختصاص تركيز واهتمام، وهذا الثاني لا يمنع من مشاركة جميع أو بعض الدوائر الأخرى، نظرًا إلى أنها جميعًا جزء من وحدة النفس.
فإذا أطلق لفظ النفس، أو وصفت النفس بوصف، أو أسند إليها شيء، # والفكر واللب والعقل العلمي والعقل الإرادي
في مفاهيم دلالات النصوص القرآنية
في دائرة اللب يكون العقل العلمي
ويطلق على اللب والعقل العلمي الحجز والنهى
دائرة اللب
دائرة الفكر
دائرة النفس بوجه عام
دائرة الفؤاد
دائرة القلب وفيها يكون العقل الإرادي
دائرة الصدر
دائرة سطح النفس وتبرز فيها:
الغرائز والأهواء والشهوات
فقد يكون المراد عامة النفس، فيدخل بذلك دوائرها جميعًا، وقد يكون المراد ما يختص بدائرة الصدر، أو بدائرة القلب، أو بدائرة الفؤاد، أو بدائرة الفكر، أو بدائرة اللب، أو بما بقي تحت عنوان النفس فقط من وراء هذه الدوائر، وهي دائرة سطح النفس.
وإذا أطلق لفظ الصدر، أو وصف الصدر بوصف، أو أسند إليه شيء، فقد يكون المراد عامة الصدر، فيدخل بذلك دائرة القلب، ودائرة الفؤاد، وقد يكون المراد ما يختص بدائرة القلب، أو بدائرة الفؤاد، أو بما بقي تحت عنوان الصدر فقط من وراء دائرة القلب.
وإذا أطلق لفظ القلب أو وصف القلب بوصف، أو أسند إليه شيء، فقد يكون المراد عامة القلب، فيدخل بذلك دائرة الفؤاد، وقد يكون المراد ما يختص بدائرة الفؤاد.
ولقائل أن يقول: قد يطلق لفظ القلب ويراد منه اللب، مركز العقل العلمي، وعلى هذا فلدائرة الفكر قلب يكون فيه القلب العلمي، ولدائرة الصدر قلب يكون فيه العقل الإرادي، والله أعلم.
وحينما يدعو القرآن إلى التفكير فالظاهر أن المراد إعمال دائرة الفكر عامة، في الموضوع الذي وجه له القرآن، وتثبيت النتائج التي يتوصل إليها وعقلها في دائرة اللب، والقيام بما يرشد إليه ما استقر في اللب والعقل العلمي من معرفة وهداية.
وينبغي أن لا يفوتنا أن الدلالات القرآنية إذا ذكرت بعض أفراد نوع من الأنواع فهي تنبه بذكره على سائر أفراد النوع.
فإذا ذكرت مثلًا طائفة من العواطف أو الانفعالات وجعلتها من صفات دائرة من دوائر النفس، فإن العواطف أو الانفعالات الأخرى التي تدخل في نوع هذه الطائفة هي أيضًا مثلها، ولا يشترط ذكرها على وجه الخصوص.
وحسب القرآن أنه قد عالج بتربيته العظيمة الدقيقة كل خصائص النفس الإنسانية، وكل صفاتها، بكل مستوياتها وبحسب تفاوت نسبها في الأفراد.
وفي الاستعراض التالي أوجزت في شرح النصوص وتحليل ما فيها؛ لأن الغرض جمع الدلالات عن الإنسان في القرآن، ولو لجأت إلى شرح هذه النصوص شرحًا مفصلًا، لكان هذا الباب وحده من الكتاب سفرًا كبيرًا.
والحمد لله، فهو المسدد والملهم للصواب.