موسوعةالأخلاق الإسلامية-الأسس التربوية العامة لتقويم أخلاق الناس(4- طريق تربية الوجدان الأخلاقي)

الوصف
الأسس التربوية العامة لتقويم أخلاق الناس
4- طريق تربية الوجدان الأخلاقي
الباب الأول: مقدمات وأسس عامة >> الفصل الخامس: اكتساب الأخلاق ووسائله >> 5- الأسس التربوية العامة لتقويم أخلاق الناس >> الأساس الثامن- إيجاد الحافز الذاتي:
4- طريق تربية الوجدان الأخلاقي:
وتكون هذه التربية بتعريض الوجدان لخبرات ومشاهد يحس فيها حلاوة الفضائل الأخلاقية، ومرارة الرذائل الأخلاقية.
إن الوجدان الأخلاقي ينمو ويتضخم بمختلف الخبرات والمشاهد التي تفجر فيه انفعالات استحسان الفضائل والكمالات الأخلاقية، عند تذوق حلاوتها والشعور بالمسرات التي تحصل بسببها، وتفجر فيه انفعالات استقباح الرذائل والنقائص الأخلاقية عند تذوق مرارتها والشعور بالآلام التي تحصل بسببها.
وعندما ينمو الوجدان الأخلاقي ويتضخم يغدو قادرًا على تحريك العواطف وتوجيه الإرادة، والدفع إلى السلوك الأخلاقي الكريم، إيجابيًّا كان أو سلبيًّا، في داخل النفس والقلب، أو في مجال السلوك العملي الظاهر.
فمن أمثلة ذلك ما يلي:
1- إكرام الإنسان بالعطاء وهو راغب فيه أو عرض مشهد من مشاهد العطاء أمامه، حتى يشعر وجدانه بحلاوة العطاء، وبأنه فضيلة من الفضائل الأخلاقية. وحرمان الإنسان من العطاء مع حاجته إليه، أو عرض مشهد من مشاهد الشح أمامه، حتى يشعر بأن الشح رذيلة من الرذائل الأخلاقية.
2- تعريض الإنسان لحادثة من حوادث الظلم، أو مشهد من مشاهده، حتى يشعر وجدانه بمرارة الظلم، وبأنه رذيلة من الرذائل الخلقية وتعريضه لرائعة من روائع العدل، أو مشهد رائع من مشاهده، حتى يشعر وجدانه بحلاوة العدل وإكباره، وأنه فضيلة من الفضائل الخلقية.
3- تعريض الإنسان لمشهد من مشاهد الشجاعة المحمودة، أو معونته بحادثة من حوادث الشجاعة المحمودة، حتى يشعر وجدانه بإكبار الشجاعة وحلاوتها، وبأنها من الفضائل الأخلاقية. وتعريضه لمشهد من مشاهد الجبن، أو التخلي عن معونته بحادثة من حوادث الجبن، حتى يشعر وجدانه بحقارة الجبن ويتقزز منه، ويحس بأنه نقيصة من النقائص الخلقية.
وقد تقع القصة المحكية موقع المشهد المرئي، فتؤثر مثل أثره.
وهكذا يتربى الوجدان الأخلاقي ويكون باستطاعته أن يحرك ويوجه ويؤثر ويكون أحد الحوافز الذاتية في كيان الإنسان الداخلي.