موسوعةالأخلاق الإسلامية-الأسس التربوية العامة لتقويم أخلاق الناس(الأساس السادس- التصعيد)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الأسس التربوية العامة لتقويم أخلاق الناس(الأساس السادس- التصعيد)
291 0

الوصف

                                                              الأسس التربوية العامة لتقويم أخلاق الناس

                                                             الأساس السادس- التصعيد
                       الباب الأول: مقدمات وأسس عامة >> الفصل الخامس: اكتساب الأخلاق ووسائله >> 5- الأسس التربوية العامة لتقويم أخلاق الناس

الأساس السادس- التصعيد:

وهو نوع من تحويل الطبع، أو تحويل التطلع الإنساني، عن الصغائر والدنايا، وتوجيهه لمعالي الأمور، ولما فيه سعادة خالدة أو مجد حقيقي، ولما فيه كمالٌ، ورفعة بين الناس، وكمال ورفعة عند الله.

ومن وسائل التصعيد التشويق والتحبيب، والتحسين والتزيين، والممارسة، ووضع الإنسان في خبرات عملية يذوق فيها حلاوة ما يراد تصعيده إليه، ولكن بدون إرهاق منفر، ولا تكاليف شاقة مضنية، باستثناء أفراد نادرين يستعذبون المشقات في أصل طباعهم، ولا يميلون إلى الأمور السهلة الخفيفة.

ومن التربية بالتصعيد قول الله لرسوله في سورة (طه 20):

(وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)) .

أزواجًا منهم: أصنافًا منهم.

فأبان الله تعالى أن كل ما يتمتع به الناس في الحياة الدنيا هو في واقع حاله كالزهرة، ومن صفات الزهرة أنها تغري ولكنها قصيرة العمر سريعة الذبول والفناء، فالعاقل يبحث عن نعيم حقيقي باقٍ. وهو أيضًا مادة لامتحان الناس وابتلائهم، وليس لتكريمهم  (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) .

بعد هذا التزهيد في زهرة الحياة الدنيا قال تعالى: (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) وفي هذا توجيه صاعد لما هو الخير الحقيقي الباقي، وهو رزق الله للمتقين والأبرار والمحسنين، في جنات النعيم، وفي الدنيا بسعادة الروح وراحة الفؤاد.