موسوعةالأخلاق الإسلامية-اكتساب الأخلاق ووسائله(3- كيمياء الطباع والخلق الفطري)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-اكتساب الأخلاق ووسائله(3- كيمياء الطباع والخلق الفطري)
294 0

الوصف

                                                              اكتساب الأخلاق ووسائله  
                                                              3- كيمياء الطباع والخلق الفطري
                                             الباب الأول: مقدمات وأسس عامة >> الفصل الخامس: اكتساب الأخلاق ووسائله >>

3- كيمياء الطباع والخلق الفطري

تدل الملاحظة على أن أصول عناصر الطباع موجودة كلها في مختلف الأصناف الطبعية للناس، وأن اختلاف أصناف الناس في طبائعهم الخلقية يرجع إلى اختلاف الكمية الموجودة في الصنف من كل عنصر من هذه العناصر، وترجع أيضًا إلى اختلاف نسب الخصائص النفسية والجسدية والفكرية التي تؤثر ولو بوجه من الوجوه في العناصر الطبعية، أو في المركب الطبعي.

فالاختلاف في المركب الطبعي للخلق الفطري يرجع إلى اختلاف نسب العناصر الطبعية، واختلاف نسب الأشياء الأخرى التي تؤثر فيها من الخصائص النفسية والجسدية والفكرية، وليس يرجع إلى انعدام بعض العناصر الأصول انعدامًا كليًّا.

وهذا يشبه اختلاف الناس في أجسادهم، فإنه لا يرجع إلى انعدام بعض العناصر المادية التي تتألف منها الأجساد، كالماء، والحديد، والفسفور، والكلس، إلى سائر العناصر الأساسية التي هي عناصر تراب الأرض الذي خلق الله منه الإنسان، وإنما يرجع إلى اختلاف النسب، أي إلى تفاوت نسب العناصر الموجودة في مختلف الأجساد.

وهكذا يقال في كل عنصر.

ونقول: إن اختلاف المركب الطبعي من صنف لآخر من الناس، ومن فرد لآخر من الناس، نظير اختلاف المركب الجسدي.

وتتأثر الطباع في اختلافاتها بين الأصناف وبين الأفراد، بكمية كل عنصر خلقي من العناصر الأخلاقية الموجودة في الطبع، وبالقدرات الفكرية والتخيلية والتوهمية والتذكرية، وبالقدرات والصفات النفسية والجسدية، ومنها مقدار الإحساس الجسدي باللذة والألم، ومقدار القوة الجسدية.

فالمركب الطبعي ناتج العنصر الطبعي الخلقي والمؤثرات النفسية والجسدية الأخرى.

فمن العناصر الخلقية الطبعية والمؤثرات فيها ما في الجدول التالي:

وبحسب اختلاف النسب الموجودة في كل فرد أو صنف من الناس من هذه العناصر والمؤثرات ونحوها يختلف الطبع، أو النموذج الطبعي، فلكل إنسان أمشاج (أي أخلاط) منها ممتزجة، نتج عنه طبعه، ويتأثر بها مزاجه، وقد تستفاد الإشارة إلى هذا من قول الله تعالى في سورة (الإنسان 76):

(إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)) .