التعامل مع القرآن - مقاصد القرآن ( تكريم الإنسان ورعاية حقوقه )

التعامل مع القرآن - مقاصد القرآن ( تكريم الإنسان ورعاية حقوقه )
413 0

الوصف

التعامل مع القرآن
مقاصد القرآن

أ- تقرير كرامة الإنسان.

ب- تقرير حقوق الإنسان.

ج- تأكيد حقوق الضعفاء من الناس.

وسنخص كلا منها بحديث:

أ- تقرير كرامة الإنسان:

أكد القرآن أن الإنسان مخلوق كريم على الله، فقد خلق آدم بيديه، ونفخ فيه من روحه، وجعله في الأرض خليفة، واستخلف أبناءه من بعده، وهي منزلة تطلعت إليها أنظار الملائكة، فلم تمنح لهم، لأنهم لم يؤهلوا لها، إنما أهل لها آدم وبنوه، الذين سخر لهم كل ما في الكون: أرضه وسمائه. وفي هذا يقول سبحانه: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء: 70) ، (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)(لقمان: 20) ، (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ) (الجاثية: 13) ، (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)(البقرة: 30)

ومن أجل ذلك أنكر القرآن على بعض المتطرفين من البشر تحريمهم الطيبات وزينة الحياة: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (الأعراف: 32)

وأنكر على بعض البشر إهانتهم لأنفسهم باتخاذهم الطبيعة وقواها المسخرة للإنسان آلهة يعبدونها من دون الله: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (فصلت: 37)

وأنكر على بعض آخر من البشر أن يفقدوا شخصيتهم، ويصبحوا أذنابا لغيرهم: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) (الأحزاب: 67) ، وأنكر على آخرين أن يغلوا في تقديس البشر فيتخذوهم أربابا يطيعونهم في كل ما يشرعون، وإن حرموا الحلال، وأحلوا الحرام: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا)(التوبة: 31)

ولا عجب أن كانت دعوة الإسلام إلى أهل الكتاب: (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ) (آل عمران: 64)

ورد القرآن على من نسب إلى بعض الأنبياء أنه دعا الناس إلى عبادة نفسه فقال تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللهِ)(آل عمران: 79)