التعامل مع القرآن - مقاصد القرآن (تثبيت عقيدة الإيمان بالآخرة والجزاء)

التعامل مع القرآن - مقاصد القرآن (تثبيت عقيدة الإيمان بالآخرة والجزاء)
408 0

الوصف

 

التعامل مع القرآن
مقاصد القرآن

                                             

تثبيت عقيدة الإيمان بالآخرة والجزاء
ومما عني به القرآن وكرره في سوره المكية والمدنية: الإيمان بالآخرة وما فيها من جزاء وحساب، وجنة ونار.

وقد اتخذ القرآن في تثبيت هذه العقيدة وتصحيحها أساليب شتى:

1- فمنها: إقامة الأدلة على إمكان البعث ببيان قدرة الله على إعادة الخلق كما بدأهم أول مرة: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (الروم: 27) ، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) (الحج: 5)

2- ومنها: التنبيه على خلق الأجرام العظيمة التي يعتبر خلق الإنسان بجوارها شيئا هينا: (أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(الأحقاف: 33)

3- بيان حكمة الله تعالى في الجزاء حتى لا يستوي المحسن والمسيء، والبر والفاجر في النهاية، وبذلك تكون الحياة عبثا وباطلا يتنزه الله تعالى عنه: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ)(المؤمنون: 115) ، (أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى)(القيامة: 36) ، (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (ص: 27، 28)

4- بيان ما ينتظر المؤمنين الأبرار في الآخرة من المثوبة والرضوان، وماأعد للكفرة الفجرة من العقاب والخسران. ولهذا كثر حديث القرآن عن القيامة وأهوالها، والكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وعن الميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات، حتى لا يضيع على الإنسان مثقال حبة من خردل، وعن الحساب الدقيق الذي لا يظلم نفسا شيئا، ولا يحمل وازرة وزر أخرى، وعن الجنة وما فيها من ألوان النعيم المادي والروحي، وعن النار وما فيها من صنوف العذاب الأليم، الحسي والمعنوي، ذلك لأن إنسان الآخرة هو امتداد لإنسان الدنيا، وهو روح وجسم، فلا بد أن يشمل الثواب أو العقاب كليهما.

5- إبطال الأوهام التي أشاعها الشرك والمشركون من أن آلهتهم المزعومة تشفع لهم عند الله يوم القيامة، وكذلك ما زعمه أهل الكتاب من شفاعة القديسين وغيرهم، وهذا ما كذبه القرآن وأبطله أشد الإبطال، فلا شفاعة إلا بإذن الله، ولا شفاعة إلا لمؤمن موحد، ولا ينفع الإنسان إلا سعيه، ولا يحمل وزر غيره: (أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى) (النجم: 38، 39) ، (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ) (غافر: 18) ، (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)(المدثر: 48) ، (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)(البقرة: 255) ، (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى)(الأنبياء: 28) ، (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)(الكهف: 49)