التعامل مع القرآن - خصائص القرآن ( حكمة إنزال المتشابهات)
الوصف
خصائص القرآن
حكمة إنزال المتشابهات
وقد يسأل سائل: لماذا لم ينزل الله كتابه كله (آياته محكمات) ويرح الناس من (المتشابهات) وما يترتب عليها من اختلافات وانحرافات؟
وأقول في الإجابة عن هذا السؤال المهم:
إن من عرف –أولا- طبيعة التكليف الإلهي للناس، وهو إلزام ما فيه كلفة ومشقة، ابتلاء من الله تعالى لعباده.
وعرف – ثانيا- طبيعة اللغة، وما تحتويه من حقيقة ومجاز، وصريح وكناية، وإفهام بالعبارة، وإفهام بالإشارة، وتنوع دلالات الألفاظ والجمل، ما بين عام وخاص، ومطلق ومقيد... إلخ.
وعرف – ثالثا- طبيعة البشر، واختلافهم في درجات الفهم، وفي الميل إلى الظواهر، أو الغوص إلى المقاصد، وفي الأخذ بالمعنى القريب، أو استنباط المعنى البعيد، والقرآن قد نزل يخاطبهم جميعا.
وعرف – رابعا – طبيعة الإسلام – دين الله العام الخالد الخاتم- الذي يريد أن يعمل الناس عقولهم في طلب الحقيقة، ويجتهدوا في التفقه في الدين، فيؤجروا على اجتهادهم – أصابوا أم أخطئوا – كما يريد أن يسع المختلفين، ويضمهم في رحابه، ما وجد إلى ذلك سبيلا، ما دام اختلافهم ثمرة تَحَرٍّ واجتهاد.
من عرف ذلك كله: عرف حكمة الله تعالى في إنزال المتشابهات في كتابه، فتعالى الله أن يقول شيئا أو يفعل شيئا عبثا أو اعتباطا، وهو العليم الحكيم.