التعامل مع القرآن - خصائص القرآن (وجوه إعجاز القرآن)
الوصف
خصائص القرآن
وجوه إعجاز القرآن
وقد كتب العلماء والبلغاء قديما وحديثا حول (إعجاز القرآن) ، ووجوه هذا الإعجاز، وألفت في ذلك كتب شتى.
فمنهم من عني بإخباره بال غيوب، التي وقعت كما أخبر في قوله: (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)(الروم: 2-3)
وقوله: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)(القمر: 45)
ومنهم من عني بالنظم والعبارة والأسلوب، أو ما يسمى (الإعجاز البياني) ، وقد كتب فيه القدماء مثل الباقلاني والرماني والخطابي والجرجاني والرازي وغيرهم، وكتب فيه المحدثون، مثل: مصطفى صادق الرافعي، وسيد قطب في كتابه الرائع (التصوير الفني في القرآن) ، ومثله (مشاهد القيامة في القرآن) ، وطبقه في تفسيره (في ظلال القرآن) ، وكتاب الدكتور بدوي طبانة: (بلاغة القرآن) ، والكتاب القيم الأصيل لشيخنا العلامة د. محمد عبد الله دراز (النبأ العظيم) ، وكتاب د. بنت الشاطئ (الإعجاز البياني للقرآن) .
ومنهم من عني بالإعجاز التشريعي أو الإصلاحي الذي جاء به القرآن، كما فعل العلامة رشيد رضا في كتابه (الوحي المحمدي) حيث جدد التحدي بالقرآن، وبين المقاصد التي جاء القرآن ليحققها في الحياة، وأنه يستحيل أن يأتي بها رجل أمي في أمة أمية، وقد فاقت كل ما جاء به الفلاسفة والمصلحون. ومثل ذلك: المقالات التي كتبها العلامة محمد أبو زهرة في مجلة (المسلمون) الشهرية المصرية، تحت عنوان (شريعة القرآن دليل على أنه من الله) .
وفي عصرنا ظهر نوع جديد أطلق عليه (الإعجاز العلمي) ويقصد به: ما تضمنه القرآن من إشارات ودلالات على (حقائق علمية) كانت مجهولة للناس في وقت نزول القرآن، وتعتبر سابقة لعصرها، ولا يتصور أن تصدر من رسول أمي في بيئة أمية، وفي عالم لا يعرف عن هذه الحقائق شيئا.
وأكثر من اهتم بهذا اللون من الإعجاز: هم علماء الكون والحياة من الطبيعيين والبيولوجيين والرياضيين وأمثالهم، وبعضهم وصل إلى نتائج مقبولة، وثمرات طيبة، كما رأينا في علم الأجنة، في ضوء آيات القرآن في سورتي الحج والمؤمنون، وفي تفسير: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ)(الرحمن: 19، 20) ، وتفسير: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) (النبأ: 7) وغيرها.
وبعضهم بالغ مبالغات لا يقبلها علماء الشريعة، ولا علماء الطبيعة.
وسنعرض لهذا اللون من الإعجازعندما نتحدث عن (التفسير العلمي) للقرآن في بابه إن شاء الله تعالى.