نداءات الرحمن لأهل الإيمان _النداء التاسع والثمانون ( وجوب وقاية النفس والأهل من النار )
الوصف
النداء التاسع والثمانون:
وجوب وقاية النفس والأهل من النار
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم: 6).
* موضوع الآية:
في وجوب وقاية النفس والأهل من النار
* معنى الكلمات
( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا): اجعلوا لأنفسكم وقاية من النار بترك المعاصي وفعل الطاعات، واحملوا أهليكم على ذلك بالنصح والتأديب.
(وَقُودُهَا): ما توقد به النار.
(النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ): بجعله نارا تتقد بهما اتقاد غيرها بالحطب، والمراد بالناس (الكفار) وبالحجارة (الأصنام) التي تعبد، لقوله تعالى ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (الأنبياء: 98).
(عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ): خزنة وعددهم تسعة عشر.
(غِلاَظٌ): غلاظ الخلق والطباع.
(شِدَادٌ): أقوياء البدن على الأفعال الشديدة.
(لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ): لا يعصون أمر الله في الماضي.
(وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ): في المستقبل.
* المناسبة:
بعد أن أمر الله نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة عما حدث من الزلات، وحذرهم من مخالفته، ووعظهم وأدبهم وهددهم بالطلاق، أمر الؤمنين بطائفة من المواعظ والنصائح، ومنها هذه الآية بوقاية أنفسهم وأهليهم من النار بترك المعاصي وفعل الطاعات.
* المعنى الإجمالي:
يا من منّ الله عليهم بالإيمان، ويا من صدقتم بالله ورسوله وأسلمتم وجوهكم لله احفظوا أنفسكم وصونوا أزواجكم وأولادكم من نار حامية مستعره، وذلك بترك المعاصي وفعل الطاعات وبتأديبهم وتعليمهم.
والوقاية بم تكون؟ إنها لا تكون أبدا بغير الإيمان والعمل الصالح وباجتناب الشرك والمعاصي، والشرك هو عبادة غير الله تعالى مع الله تعالى فالدعاء عبادة تعبد الله بها المؤمنين فمن دعا غير الله قد أشرك، والنذر عبادة فمن نذر لغير الله تعالى فقد أشرك في عبادة الله تعالى، والذبح تقربا عبادة فمن ذبح لغير الله تقربا إليه فقد أشرك في عبادة الله تعالى، والحلف عبادة فمن حلف بغير الله تعالى فقد أشرك في عبادة الله تعالى، والركوع والسجود عبادة فمن ركع أو سجد لغير الله فقد أشرك في عبادة الله تعالى، فاذكر هذا ولا تنسه يا عبد الله.
كان ذلك الشرك فما هي المعاصي؟ المعاصي: جمع معصية وهي مخالفة أمر الله أو أمر رسوله فإذا أمر الله تعالى بقول أو فعل أو أمر رسوله فمن فعل المأمور على الوجه المطلوب فقد أطاع وما عصى، ومن ترك فلم يفعل فقد عصى، وتركه معصية. وكذلك إذا نهى الله تعالى أو نهى رسوله عن قول أو عمل فمن قال المنهي عنه أو فعله فقد عصى، وقوله وفعله لما نهي عنه معصية، وعلى هذا فالوقاية للنفس وللأهل من زوجة أو ولد تكون بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بعد الإيمان الصحيح، وهنا يجب على العبد أن يعرف أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ويعلمها أهله، إذ من غير المعقول أن نطيع ونحن لا نعرف فيما نطيع أو نعصي ونحن لا نعرف فيما نعصي إذا فالعلم العلم فإنه ضروري، وإلا فلا وقاية من النار، فاذكر هذا أيها القارئ واعلم أن وقاية الأهل تكون بأمره بإقام الصلاة والصيام، وترك المحرمات من الكذب وقول الباطل وسماعه وبذكر الله بالقلب واللسان، والبعد عن اللهو الحرام كسماع الأغاني، والنظر إلى صور الفيديو والتلفاز، ولعب الورق، ومجالس اللغو والكلام السيئ، وما إلى ذلك.
قال مجاهد في تفسيره لهذه الآية: أي اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله.
وقال الخازن: أي مروهم بالخير، وانْهَوْهُمْ عن الشر، وعملوهم، وأدبوهم حتى تقوهم بذلك من النار، والمراد بالأهل والنساء والأولاد وما ألحق بهما. قال قتادة: تأمرهم بطاعة الله، وتنهاهم عن معصية الله، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به، وتساعدهم عليه، فإذا رأيت معصية فردعتهم عنها وزجرتهم عنها، ونظير هذه الآية قوله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (طه: 123)، وقوله تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ) (الشعراء: 214) وروى جماعة من أهل الحديث أحمد وأبو داود والحاكم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع" وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي والحاكم عن عمرو بن سعيد بن العاصي: "ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن" وقال الضحاك ومقاتل: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه. وقال ابن جرير: فعلينا أن نعلم أولادنا الدين والخير، وما لا يستغنى عنه من الأدب، (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) أي حطبها الذي تسعر به نار جهنم، هو الخلائق، والحجارة الأصنام التي تعبد من دون الله، لقوله تعالى ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (الأنبياء: 98).
قال المفسرون رحمهم الله تعالى: أراد بالحجارة حجارة الكبريت؛ لأنها أشد الأشياء حرًّا وأسرع اتقادًا.
وعنى بذلك أنها مفرطة في الحرارة، تتقد بما ذكر لا كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه، قال ابن مسعود: حطبها الذي يلقى فيها، بنو آدم، وحجارة من كبريت أنتن من الجيفة، (عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ) أي على هذه النار زبانية غلاظ القلوب لا يرحمون أحدًا مكلفون بتعذيب الكفار.
قال القرطبي: المراد بالملائكة الزبانية، وهم غلاظ القلوب، ولا يرحمون إذا استرحموا، لأنهم خلقوا من الغضب، وحببت إليهم عذاب الخلق، كما حبب لبني آدم أكل الطعام والشراب، لا يعصون الله ما أمرهم، أي لا يعصون أمر الله أبدًا (وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) أي ينفذون أمر الله بدون إمهال ولا تأخير.
من وحي الآية: الأُبُوَّة والْبُنُوَّة عطاء وتربية ووقاية
إنّ آية الأبوة والبنوة من آيات الله الدالة على عظمته، ومن آيات الله التي يمكن أن تسهم في أن نعرف الله، قال تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) ) (البلد: 1 – 3).
فارتباط الأب بابنه ارتباط "عضوي" بالتعبير المعاصر، وارتباط جسمك بيدك ارتباط عضوي، فإذا جرحت فإنك تتألم، ولا تستطيع أن تتخلى عنها، فهي جزء منك. ولو استدعي أب إلى مركز شرطة ليتسلم ابنه الذي ارتكب جرما مهما كان بسيطًا، ووجد مع ابنه ابن أخيه، وابن صديقه، لوجدنا الأب يكاد يسحق، ويصيبه ألم لا يعرفه إلا من ذاق مرارة سقوط الابن، وانحرافه، بارتكابه فاحشة، أو جريمة، ويكون اهتمامه بالآخرين ضعيفًا على الرغم من العلاقة القوية بينه وبينهم، بسبب الارتباط العضوي بين الولد وأبيه، الذي يجعل شقاء الابن شقاء حكميًا لوالديه، قال تعالى: ( فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ) (طه: 117) فالله سبحانه وتعالى يخاطب آدم وحواء، ولم يقل فتشقيا، وقال علماء التفسير: إن شقاء الزوج شقاء حكمي لزوجته، ويقاس على هذه الآية أن شقاء الابن شقاء حكمي لوالديه.
وأشقى الناس من جمع أكبر ثروة في الأرض، وابنه لم يكن كما يتمنى، ولو بلغ الإنسان أعلى منصب في العالم، وجمع أكبر ثروة في العالم، وارتقى إلى أعلى درجة علمية في العالم، ولم يكن ابنه كما تمنى، فإنه أشقى الناس.
وهذه المعاناة يشعر بها من آثر أن يبقى في بلاد الْغُرْبَة، حيث حياته ناعمة جدًّا، والأمور ميسرة، وحقوق الإنسان موفورة، أما إذا ذكرت له ابنه فإنه يكاد يموت. قال أحد العلماء في مؤتمر بمدينة ديترويت في أميركا: إن لم تضمن أن يكون ابن ابن ابنك مسلمًا فلا ينبغي أن تبقى فيها.
فيا أيها المسلم، لا تسافر كي لا يُهْمَلَ أولادك وأنت بعيد عنهم، فتعود إلى بلدك، وقد شُرِّد أولادك، وعندئذ يكون كل ما جمعته من ثروة ليس له قيمة، فما فائدة ما جمعته وقد خسرت ابنك؟
وفي الوقت ذاته هناك شعور معاكس، شعور الأب الذي وهبه الله ابنًا صالحًا، يدخل على قلبه من الطمأنينة والسرور ما لا يعرفه إلا من ذاقه، قال تعالى: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) ) (الفرقان: 74).
فإذا رأيت ابنك يخاف الله، وله سمعة طيبة، ويحبه الناس، وكان مستقيمًا، وقد تزوّج، وبيته منضبط، وزوجته منضبطة، وله مكانة، وله دخل، فإنك تنام قرير العين، لأن ارتباطك بابنك ارتباط عضوي ومصيري، وسعادتك بسعادته، وسلامتك بسلامته، وقرة عينك به. فسبحان الله!! لو أن شخصًا رأى فسادًا، فإنه يقول: فسد أهل هذا الزمن، لكنه لا يتأثر كما لو رأى ابنه فاسدًا.
إن تربية الأولاد في الإسلام جزء من سعادة المسلم وسلامته. وما يطعن الأب في الصميم، أن ابنه ينمو ولا علاقة له بأمته إطلاقًا، ولا بدينه. لذلك إذا أردت إنفاذ أمر تدبر عاقبته، فاهتم به في السنوات الأولى.
وعلى المسلم ألا ينسى أن ابنه استمرار له، وعليه أن يحسن تربيته، قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَّفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) ) (المنافقون: 9).
أيها المسلم إذا كان عندك مكتبة فعوِّد ابنك أن يستفيد منها، فالبطولة أن تستمر حياتك بعد مماتك كما كنت في حياتك. والإنسان عندما يحسن تربية أولاده فكأنه لم يمت، وكلّنا يحب أن يكون موجودًا ومذكورًا باستمرار وسلامة وجودنا تكون بطاعة الله، وكمال وجودنا يكون بالعمل الصالح، واستمرار وجودنا يكون بتربية أولادنا تربية صالحة كما نحب أن تكون. فإذا مات الشخص وترك أولادًا صالحين، فذكره مستمر.
فيا أيها الآباء، عليكم أن تحصّنوا أولادكم من الداخل لمواجهة الفتن المستعرة. فإذا كنت قبل خمسين سنة بحاجة إلى جهد بسيط لتربية أولادك، فأنت الآن بحاجة إلى مليون ضعف؛ إذ كل شيء في الطريق وفي الدنيا يصرفهم عن الدين، إنك بحاجة إلى جهد كبير جدًّا كي تحصنه من الداخل، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَّفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) ) (المنافقون: 9).
ومن كان غنيًّا وبعيدًا عن التدين فهو إنسان خاسر لا محالة، فقد تجد أولادًا في أرفع درجة من الغنى والأناقة والرقي يعيشون في مجتمع مخملي، لكنهم في أدنى درجة من التدين، هؤلاء هم الخاسرون. قال تعالى: ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) ) (التوبة: 55).
فلا تهتم بابن أنيق جدًّا ليس عنده شيء من الأدب، ويتكلم كلامًا بذيئًا. قالوا لرجل يلبس لباسًا فاخرًا، ويتكلم كلامًا بذيئًا: إما أن ترتدي ثيابًا ككلامك، أو تتكلم كثيابك.
قال أحد كبار العلماء المتخصصين بصناعة القائد: إن القيادة أن تقود معملًا، أو مؤسسة، أو مستشفى، أو مجموعة من الناس، وهذه كلها تحتاج إلى مهارات معينة، ويؤكد هذا العالم أنه ما لم تنتبه إلى ابنك من الشهر الثالث وحتى السنة السابعة، فقدت ضيعت أكبر وأخطر مرحلة يمكن أن يتربى بها ابنك كما تتمنى، وبالتالي تكون فقدت ابنك؛ ولذلك يقول علماء النفس: إذا كان ابنك في الشهر السادس وأكل فشبع، وثيابه نظيفة، وكان مرتاحًا، وظل يبكي فدعه يبكي؛ حتى لا يتفنن بإزعاجك.
وقد يفتن الإنسان بابنه، فيهتم بدراسته فقط، ولا يعبأ بدينه، وهنا الطامة الكبرى، إذ يهتم بتحصيله ولا يعبأ بعقيدته، يهتم بصحته ولا يعبأ بصلاته، يهتم بمكانته الاجتماعية ولا يهتم بمكانته عند الله.
قال تعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) ) (الأنفال: 28) ولو أراد ابنك أن يسافر لطلب العلم في دولة بعيدًا عنك، فلا بد أن تكون هناك ضوابط، كأن يشرف عليه قريب لك، أو تضمه إلى جماعة مؤمنة تعينه على دينه، لأنك إن أهملته دون ضوابط عاد زانيًا، وليس عنده انتماء لهذه الأمة، ويرى أن ديننا كله قيود، وتخلف وجهل.
إن الذي بقي في بلده وخدم أمته وضمن زوجته وأولاده هو الرابح، ولو كان يعاني قسوة العيش وضيق ذات اليد، لأنه ضمن زوجته وأولاده.
إنّ الأب الذي اعتنى بتربية أولاده يدخل الله على قلبه من الفرح والسرور ما لا يوصف، فَعِشْ معهم بدخل محدود وربِّهمْ على القيم والمبادئ وكن مشرفًا عليهم، فلك أجر عظيم عند ربك، قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) ) (الأنفال: 28)، وقال تعالى: ( لَن تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (الممتحنة: 3).
ومن أذهب القيم من حياة ابنه فقد قتله. فلو أتيحت فرصة تُؤمّن فيها لابنك عملًا، ودخلًا، إلّا أنّ فيها فسقًا وفجورًا، ووافقت على ذلك فأنت قتلته بهذا العمل؛ قتلت له دينه، أذهبت القيم من حياته، وهذا قتل بالمعنى الواسع. وهناك قتل بالمعنى الضيق كالذي يقتل ابنه خوفًا من الفقر، وينسى أن الرزاق هو الله الذي تكفّل برزق كل مخلوقاته.
* ما يستفاد من الآية:
1- وجوب العناية بالنفس والزوجة والأولاد وتربيتهم وأمرهم بطاعة الله ورسوله ونهيهم عن ترك ذلك.
2- في الآية دليل على أن المعلم يجب أن يكون عالمًا بما يأمر به وما ينهى عنه.
3- مدح الملائكة الكرام وانقيادهم لأمر الله وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.
4- وصف الله تعالى النار بهذه الأوصاف ليزجر عباده عن التهاون بأمره.