كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الرّاء (روغ - رأف - روم - رين - رأى )
الوصف
كتاب الرّاء
(روغ - رأف - روم - رين - رأى )
[روغ]
الرَّوْغُ: الميل على سبيل الاحتيال، ومنه: رَاغَ الثّعلب يَرُوغُ رَوَغَاناً، وطريق رَائِغٌ: إذا لم يكن مستقيما، كأنه يُرَاوِغُ، ورَاوَغَ فلان فلانا، ورَاغَ فلان إلى فلان: مال نحوه لأمر يريده منه بالاحتيال
قال: (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ) [الذاريات/ ٢٦] ، (فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ) [الصافات/ ٩٣] ، أي: مال، وحقيقته: طلب بضرب من الرَّوَغَانِ، ونبّه بقوله: (على) على معنى الاستيلاء.
[رأف]
الرَّأْفَةُ: الرّحمة، وقد رَؤُفَ فهو رَئِفٌ ورُؤُوفٌ، نحو يقظ، وحذر، قال تعالى: (لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) [النور/ ٢] .
[روم]
(الم غُلِبَتِ الرُّومُ) [الروم/ ١- ٢] ، يقال مرّة للجيل المعروف، وتارة لجمع رُومِيٍّ كالعجم.
[رين]
الرَّيْنُ: صدأ يعلو الشيء الجليّ، قال: (بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ) [المطففين/ ١٤] ، أي: صار ذلك كصدإ على جلاء قلوبهم، فعمي عليهم معرفة الخير من الشرّ، قال الشاعر: قد رَانَ النّعاس بهم وقد رِينَ على قلبه.
[رأى]
رَأَى:عينه همزة، ولامه ياء، لقولهم: رُؤْيَةٌ، وقد قلبه الشاعر فقال: وكلّ خليل رَاءَنِي فهو قائل ... من أجلك: هذا هامة اليوم أو غد وتحذف الهمزة من مستقبله ، فيقال: تَرَى ويَرَى ونَرَى،
قال: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) [مريم/ ٢٦] ، وقال: (أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) [فصلت/ ٢٩] ، وقرئ: أرنا.
والرُّؤْيَةُ: إدراك الْمَرْئِيُّ، وذلك أضرب بحسب قوى النّفس:
والأوّل: بالحاسّة وما يجري مجراها، نحو: (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) [التكاثر/ ٦- ٧] ،
(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ) [الزمر/ ٦٠] ، وقوله: (فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ) [التوبة/ ١٠٥] فإنه ممّا أجري مجرى الرّؤية الحاسّة، فإنّ الحاسّة لا تصحّ على الله، تعالى عن ذلك،
وقوله: (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) [الأعراف/ ٢٧] .
والثاني: بالوهم والتّخيّل، نحو: أَرَى أنّ زيدا منطلق، ونحو قوله: (وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا) [الأنفال/ ٥٠] .
والثالث: بالتّفكّر، نحو: (إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ) [الأنفال/ ٤٨] .
والرابع: بالعقل، وعلى ذلك قوله: (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) [النجم/ ١١] ، وعلى ذلك حمل قوله: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) [النجم/ ١٣] .
ورَأَى إذا عدّي إلى مفعولين اقتضى معنى العلم، نحو: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) [سبأ/ ٦] ، وقال: (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ) [الكهف/ ٣٩] ، ويجري (أَرَأَيْتَ) مجرى أخبرني، فيدخل عليه الكاف، ويترك التاء على حالته في التّثنية، والجمع، والتأنيث، ويسلّط التّغيير على الكاف دون التّاء، قال: (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي) [الإسراء/ ٦٢] ، (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ) [الأنعام/ ٤٠] ، وقوله: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى) [العلق/ ٩] ،
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ) [الأحقاف/ ٤] ، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ) [القصص/ ٧١] ، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ) [الأحقاف/ ١٠] ، (أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا) [الكهف/ ٦٣] ، كلّ ذلك فيه معنى التّنبيه.
والرَّأْيُ: اعتقاد النّفس أحد النّقيضين عن غلبة الظّنّ، وعلى هذا قوله: (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) [آل عمران/ ١٣] ، أي: يظنّونهم بحسب مقتضى مشاهدة العين مثليهم، تقول: فعل ذلك رأي عيني، وقيل: رَاءَةَ عيني. والرَّوِيَّةُ والتَّرْوِيَةُ: التّفكّر في الشيء، والإمالة بين خواطر النّفس في تحصيل الرّأي، والْمُرْتَئِي والْمُرَوِّي: المتفكّر، وإذا عدّي رأيت بإلى اقتضى معنى النّظر المؤدّي إلى الاعتبار،
نحو: (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ) [الفرقان/ ٤٥] ، وقوله: (بِما أَراكَ اللَّهُ) [النساء/ ١٠٥] ، أي: بما علّمك. والرَّايَةُ: العلامة المنصوبة للرّؤية. ومع فلان رَئِيٌّ من الجنّ، وأَرْأَتِ الناقة فهي مُرْءٍ: إذا أظهرت الحمل حتى يرى صدق حملها.
والرُّؤْيَا: ما يرى في المنام، وهو فعلى، وقد يخفّف فيه الهمزة فيقال بالواو، وروي: «لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلّا الرّؤيا». قال: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِ) [الفتح/ ٢٧] ،
(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) [الإسراء/ ٦٠] ، وقوله: (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ) [الشعراء/ ٦١] ، أي: تقاربا وتقابلا حتى صار كلّ واحد منهما بحيث يتمكّن من رؤية الآخر، ويتمكّن الآخر من رؤيته.
ومنه قوله: «لا تَتَرَاءَى نارهما» .
ومنازلهم رِئَاءٌ، أي: متقابلة. وفعل ذلك رِئَاءُ الناس، أي: مُرَاءَاةً وتشيّعا. والْمِرْآةُ ما يرى فيه صورة الأشياء، وهي مفعلة من: رأيت، نحو: المصحف من صحفت، وجمعها مَرَائِي، والرِّئَةُ: العضو المنتشر عن القلب، وجمعه من لفظه رِؤُونَ، وأنشد (أبو زيد) : فغظناهمو حتى أتى الغيظ منهمو ... قلوبا وأكبادا لهم ورئينا ورِئْتُهُ: إذا ضربت رِئَتَهُ.