كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الرّاء (رس - رسخ - رسل)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الرّاء (رس - رسخ - رسل)

الوصف

                                                      كتاب الرّاء 

                                               (رس - رسخ - رسل)

[رس]

أَصْحابَ الرَّسِ قيل: هو واد، قال الشاعر: وهنّ لوادي الرَّسِّ كاليد للفم وأصل الرَّسِّ: الأثر القليل الموجود في الشيء، يقال: سمعت رَسّاً من خبر ، ورَسُّ الحديث في نفسي، ووجد رَسّاً من حمّى ، ورُسَّ الميّتُ: دفن وجعل أثرا بعد عين.

[رسخ]

رُسُوخُ الشيء: ثباته ثباتا متمكّنا، ورَسَخَ الغدير: نضب ماؤه، ورَسَخَ تحت الأرض، والرَّاسِخُ في العلم: المتحقّق به الذي لا يعرضه شبهة. 

فَالرَّاسِخُونَ في العلم هم الموصوفون بقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) [الحجرات/ ١٥] ، وكذا قوله تعالى: (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ) [النساء/ ١٦٢] .

[رسل]

أصل الرِّسْلِ: الانبعاث على التّؤدة ويقال: ناقة رِسْلَةٌ: سهلة السّير، وإبل مَرَاسِيلُ: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرَّسُولُ المنبعث، وتصوّر منه تارة الرّفق، فقيل: على رِسْلِكَ، إذا أمرته بالرّفق، وتارة الانبعاث فاشتقّ منه الرّسول، والرَّسُولُ يقال تارة للقول المتحمّل كقول الشاعر: ألا أبلغ أبا حفص رسولا وتارة لمتحمّل القول والرِّسَالَةِ. والرَّسُولُ يقال للواحد والجمع،

 قال تعالى: (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) [التوبة/ ١٢٨] ، وللجمع: (ُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الشعراء/ ١٦] ، 

وقال الشاعر: ألكني إليها وخير الرّسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر وجمع الرّسول رُسُلٌ. ورُسُلُ الله تارة يراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الأنبياء، 

فمن الملائكة قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [التكوير/ ١٩] ، وقوله: (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) [هود/ ٨١] ، وقوله: (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ) [هود/ ٧٧] ، 

وقال: (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) [العنكبوت/ ٣١] ، وقال: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) [المرسلات/ ١] ، (بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) [الزخرف/ ٨٠] ، 

ومن الأنبياء قوله: (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) [آل عمران/ ١٤٤] ، (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) [المائدة/ ٦٧] ، وقوله: (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) [الأنعام/ ٤٨] ، فمحمول على رسله من الملائكة والإنس.

وقوله: (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً) [المؤمنون/ ٥١] ، قيل: عني به الرّسول وصفوة أصحابه، فسمّاهم رسلا لضمّهم إليه ، كتسميتهم المهلّب وأولاده: المهالبة. والْإِرْسَالُ يقال في الإنسان، وفي الأشياء المحبوبة، والمكروهة، وقد يكون ذلك بالتّسخير، كإرسال الريح، والمطر، نحو: (وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً) [الأنعام/ ٦] ، وقد يكون ببعث من له اختيار، نحو إِرْسَالِ الرّسل،

 قال تعالى: (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) [الأنعام/ ٦١] ، (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) [الشعراء/ ٥٣] ، وقد يكون ذلك بالتّخلية، وترك المنع، 

نحو قوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [مريم/ ٨٣] ، والْإِرْسَالُ يقابل الإمساك. 

قال تعالى: (ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر/ ٢] ، والرَّسْلُ من الإبل والغنم: ما يَسْتَرْسِلُ في السّير، يقال: جاءوا أَرْسَالًا، أي: متتابعين، والرِّسْلُ: اللّبن الكثير المتتابع الدّرّ.