كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الرّاء (رخا - رد)

الوصف
كتاب الرّاء
(رخا - رد)
[رخا]
الرُّخَاءُ: اللّيّنة. من قولهم: شيء رِخْوٌ، وقد رَخِيَ يَرْخَى ، قال تعالى: (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) [ص/ ٣٦] ، ومنه: أَرْخَيْتُ السّتر، وعن إِرْخَاءِ السّتر استعير: إِرْخَاءُ سِرْحَان وقول أبي ذؤيب: وهي رخو تمزع أي: رخو السّير كريح الرّخاء، وقيل: فرس مِرْخَاءٌ، أي: واسع الجري بعيد الخطو، من خيل مِرَاخٍ، وقد أَرْخَيْتُهُ: خلّيته رخوا.
[رد]
الرَّدُّ: صرف الشيء بذاته، أو بحالة من أحواله، يقال: رَدَدْتُهُ فَارْتَدَّ، قال تعالى: (وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام/ ١٤٧] ، فمن الرّدّ بالذّات قوله تعالى: (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) [الأنعام/ ٢٨] ،
(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ) [الإسراء/ ٦] ، وقال: (رُدُّوها عَلَيَ) [ص/ ٣٣] ، وقال: (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ) [القصص/ ١٣] ، (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ) [الأنعام/ ٢٧] ، ومن الرّدّ إلى حالة كان عليها قوله: (يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) [آل عمران/ ١٤٩] ، وقوله: (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) [يونس/ ١٠٧] ، أي: لا دافع ولا مانع له، وعلى ذلك: (عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) [هود/ ٧٦] ،
ومن هذا الرَّدُّ إلى الله تعالى، نحو قوله: (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) [الكهف/ ٣٦] ، (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) [الجمعة/ ٨] ، (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) [الأنعام/ ٦٢] ،
فالرّدّ كالرّجع في قوله: (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة/ ٢٨] ،
ومنهم من قال: في الرَّدُّ قولان:
أحدهما ردّهم إلى ما أشار إليه بقوله: (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ) [طه/ ٥٥] ،
والثاني: ردّهم إلى الحياة المشار إليها بقوله: (وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) [طه/ ٥٥] ،
فذلك نظر إلى حالتين كلتاهما داخلة في عموم اللفظ.
وقوله تعالى: (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) [إبراهيم/ ٩] ، قيل: عضّوا الأنامل غيظا، وقيل: أومأوا إلى السّكوت وأشاروا باليد إلى الفم، وقيل: ردّوا أيديهم في أفواه الأنبياء فأسكتوهم، واستعمال الرّدّ في ذلك تنبيها أنهم فعلوا ذلك مرّة بعد أخرى.
وقوله تعالى: (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً) [البقرة/ ١٠٩] ، أي: يرجعونكم إلى حال الكفر بعد أن فارقتموه،
وعلى ذلك قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ) [آل عمران/ ١٠٠] ، والارْتِدَادُ والرِّدَّةُ: الرّجوع في الطّريق الذي جاء منه، لكن الرّدّة تختصّ بالكفر، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) [محمد/ ٢٥] ، وقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) [المائدة/ ٥٤] ، وهو الرّجوع من الإسلام إلى الكفر،
وكذلك: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ) [البقرة/ ٢١٧] ، وقال عزّ وجلّ: (فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) [الكهف/ ٦٤] ، (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) [محمد/ ٢٥] ،
وقال تعالى: (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) [الأنعام/ ٧١] ، وقوله تعالى: (وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ) [المائدة/ ٢١] ، أي: إذا تحقّقتم أمرا وعرفتم خيرا فلا ترجعوا عنه.
وقوله عزّ وجلّ: (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) [يوسف/ ٩٦] ، أي: عاد إليه البصر، ويقال: رَدَدْتُ الحكم في كذا إلى فلان: فوّضته إليه،
قال تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) [النساء/ ٨٣] ، وقال: (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) [النساء/ ٥٩] ، ويقال: رَادَّهُ في كلامه. وقيل في الخبر: «البيّعان يَتَرَادَّانِ» أي: يردّ كلّ واحد منهما ما أخذ، ورَدَّةُ الإبل: أن تَتَرَدَّدَ إلى الماء، وقد أَرَدَّتِ النّاقة ، واسْتَرَدَّ المتاع: استرجعه.