كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الخاء ( خبل - خبو - خبء - ختر - ختم )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الخاء ( خبل - خبو - خبء - ختر - ختم )
135 0

الوصف

                                                    كتاب الخاء 

                                      ( خبل - خبو - خبء - ختر - ختم )

[خبل]

الخَبَالُ الفساد الذي يلحق الحيوان فيورثه اضطرابا، كالجنون والمرض المؤثّر في العقل والفكر، ويقال: خَبَلٌ وخَبْلٌ وخَبَال، ويقال: خَبَلَهُ وخَبَّلَهُ فهو خَابِل، والجمع الخُبَّل، ورجل مُخَبَّل، 

قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا) [آل عمران/ ١١٨] ، وقال عزّ وجلّ: (ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا) [التوبة/ ٤٧] ، 

وفي الحديث: «من شرب الخمر ثلاثا كان حقّا على الله تعالى أن يسقيه من طينة الخبال» قال زهير: هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا أي: إن طلب منهم إفساد شيء من إبلهم أفسدوه.

[خبو]

خَبَتِ النار تَخْبُو: سكن لهبها، وصار عليها خباء من رماد، أي غشاء، وأصل الخِبَاء الغطاء الذي يتغطّى به، وقيل لغشاء السّنبلة خباء، قال عزّ وجلّ: (كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) [الإسراء/ ٩٧] .

[خبء]

(يُخْرِجُ الْخَبْءَ) [النمل/ ٢٥] ، يقال ذلك لكلّ مدّخر مستور، ومنه قيل: جارية مُخْبَأَة، والخُبأة: الجارية التي تظهر مرّة، وتخبأ أخرى، والخِبَاءُ: سمة في موضع خفيّ.

[ختر]

الخَتْرُ: غدر يَخْتِرُ فيه الإنسان، أي: يضعف ويكسر لاجتهاده فيه، قال الله تعالى: (كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ)[لقمان/ ٣٢] .

[ختم]

الخَتْمُ والطّبع يقال على وجهين: مصدر خَتَمْتُ وطبعت، وهو تأثير الشيء كنقش الخاتم والطّابع. والثاني: الأثر الحاصل عن النّقش، ويتجوّز بذلك تارة في الاستيثاق من الشيء، والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، نحو: (خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [البقرة/ ٧] ، (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ) [الجاثية/ ٢٣] ، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر، ومنه قيل: ختمت القرآن، أي: انتهيت إلى آخره، فقوله: (خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [البقرة/ ٧] ، وقوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ) [الأنعام/ ٤٦] ، إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أنّ الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل، أو ارتكاب محظور- ولا يكون منه تلفّت بوجه إلى الحقّ- يورثه ذلك هيئة تمرّنه على استحسان المعاصي، وكأنما يختم بذلك على قلبه، 

وعلى ذلك: (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) [النحل/ ١٠٨] ، وعلى هذا النّحو استعارة الإغفال في قوله عزّ وجلّ: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) [الكهف/ ٢٨] ، 

واستعارة الكنّ في قوله تعالى: (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ) [الأنعام/ ٢٥] ، واستعارة القساوة في قوله تعالى: (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) [المائدة/ ١٣] ، قال الجبّائيّ : يجعل الله ختما على قلوب الكفّار، ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يدعون لهم ، وليس ذلك بشيء فإنّ هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقّها أن يدركها أصحاب التّشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة فالملائكة باطّلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال. وقال بعضهم: ختمه شهادته تعالى عليه أنه لا يؤمن، وقوله تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) [يس/ ٦٥] ، أي: نمنعهم من الكلام، (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب/ ٤٠] ، لأنه خَتَمَ النّبوّة، أي: تمّمها بمجيئه. 

وقوله عزّ وجلّ: (خِتامُهُ مِسْكٌ) [المطففين/ ٢٦] ، قيل: ما يختم به، أي: يطبع، وإنما معناه: منقطعه وخاتمة شربه، أي: سؤره في الطيّب مسك، وقول من قال يختم بالمسك أي: يطبع، فليس بشيء، لأنّ الشّراب يجب أن يطيّب في نفسه، فأمّا ختمه بالطّيب فليس ممّا يفيده، ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب في نفسه.