كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حنَ- حنث​- حنجر- ​حنذ​- حنف​- حنك​)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حنَ- حنث​- حنجر- ​حنذ​- حنف​- حنك​)

الوصف

                                                    كتاب الحاء 

                                       (حنَ- حنث- حنجر- حنذ- حنف- حنك)

[حنَ]

الحنين: النّزاع المتضمّن للإشفاق يقال: حَنَّتِ المرأة، والنّاقة لولدها، وقد يكون مع ذلك صوت، ولذلك يعبّر بالحنين عن الصّوت الدّالّ على النزاع والشّفقة، أو متصوّر بصورته. وعلى ذلك حنين الجذع، وريح حَنُون، وقوس حَنَّانَة: إذا رنّت عند الإنباض . وقيل: ما له حانَّة ولا آنّة، أي: لا ناقة ولا شاة سمينة، ووصفتا بذلك اعتبارا بصوتيهما، ولمّا كان الحنين متضمّنا للإشفاق، والإشفاق لا ينفكّ من الرّحمة عبّر عن الرّحمة به في نحو قوله تعالى: (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) [مريم/ ١٣] ، ومنه قيل: الحَنَّان المنّان ، وحَنَانَيْكَ: إشفاقا بعد إشفاق، وتثنيته كتثنية لبيّك وسعديك، (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ) [التوبة/ ٢٥] ، منسوب إلى مكان معروف.

[حنث]

قال الله تعالى: (وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) [الواقعة/ ٤٦] ، أي: الذّنب المؤثم، وسمّي اليمين الغموس حنثا لذلك، وقيل: حَنِثَ في يمينه إذا لم يف بها، وعبّر بالحِنْثِ عن البلوغ، لمّا كان الإنسان عنده يؤخذ بما يرتكبه خلافا لما كان قبله، فقيل: بلغ فلان الحنث. والمُتَحَنِّث: النافض عن نفسه الحنث، نحو: المتحرّج والمتأثّم.

[حنجر]

قال تعالى: (لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ) [غافر/ ١٨] ، وقال عزّ وجلّ: (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) [الأحزاب/ ١٠] ، جمع حَنْجَرَة، وهي رأس الغلصمة من خارج.

[حنذ]

قال تعالى: (جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [هود/ ٦٩] ، أي: مشويّ بين حجرين، وإنّما يفعل ذلك لتتصبّب عنه اللّزوجة التي فيه، وهو من قولهم: حَنَذْتُ الفرس: استحضرته شوطا أو شوطين، ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق ، وهو محنوذ وحَنِيذ، وقد حَنَذَتْنَا الشّمسُ ، ولمّا كان ذلك خروج ماء قليل قيل: (إذا سَقَيْتَ الخَمْرَ فَأَحْنِذْ) ، أي: قلّل الماء فيها، كالماء الذي يخرج من العرق والحنيذ.

[حنف]

الحَنَفُ: هو ميل عن الضّلال إلى الاستقامة، والجنف: ميل عن الاستقامة إلى الضّلال، والحَنِيف هو المائل إلى ذلك، قال عزّ وجلّ: (قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً) [النحل/ ١٢٠] ، وقال: (حَنِيفاً مُسْلِماً) [آل عمران/ ٦٧] ،

 وجمعه حُنَفَاء، قال عزّ وجلّ: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ) [الحج/ ٣٠- ٣١] ، وتَحَنَّفَ فلان، أي: تحرّى طريق الاستقامة، وسمّت العرب كلّ من حجّ أو اختتن حنيفا، تنبيها أنّه على دين إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، والأحنف: من في رجله ميل، قيل: سمّي بذلك على التّفاؤل، وقيل: بل استعير للميل المجرّد.

[حنك]

الحَنَكُ: حنك الإنسان والدّابّة، وقيل لمنقار الغراب: حَنَكٌ، لكونه كالحنك من الإنسان، وقيل: أسود مثل حنك الغراب، وحللك الغراب، فحنكه: منقاره، وحلكه: سوادّ ريشه، 

وقوله تعالى: (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء/ ٦٢] ، يجوز أن يكون من قولهم: حَنَكْتُ الدّابّة: أصبت حنكها باللّجام والرّسن، فيكون نحو قولك: لألجمنّ فلانا ولأرسننّه ، ويجوز أن يكون من قولهم احتنك الجراد الأرض، أي: استولى بحنكه عليها، فأكلها واستأصلها، فيكون معناه: لأستولينّ عليهم استيلاءه على ذلك، وفلان حَنَّكَه الدّهر واحتنكه، كقولهم: نجّذه، وقرع سنّه، وافترّه ، ونحو ذلك من الاستعارات في التّجربة  .