كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء ( حلى - حم )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء ( حلى - حم )

الوصف

                                                     كتاب الحاء

                                                  ( حلى - حم )

[حلى]

الحُلِيّ جمع الحَلْي، نحو: ثدي وثديّ، قال تعالى: (مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ) [الأعراف/ ١٤٨] ، يقال: حَلِيَ يَحْلَى ، قال الله تعالى: (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) [الكهف/ ٣١] ، 

وقال تعالى: (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) [الإنسان/ ٢١] ، وقيل: الحِلْيَة والجميع حِلِيّ ، قال تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) [الزخرف/ ١٨] .

[حم]

الحميم: الماء الشديد الحرارة، قال تعالى: (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً) [محمد/ ١٥] ، (إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً) [عمّ/ ٢٥] ، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) [الأنعام/ ٧٠] ، 

وقال عزّ وجل: (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) [الحج/ ١٩] ، (ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ) [الصافات/ ٦٧] ، (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) [ص/ ٥٧] ، وقيل للماء الحارّ في خروجه من منبعه: حَمَّة، وروي: «العالم كالحمّة يأتيها البعداء ويزهد فيها القرباء» ، وسمي العَرَق حميما على التشبيه، واستحمّ الفرس: عرق، وسمي الحمّام حمّاما، إمّا لأنه يعرّق، وإمّا لما فيه من الماء الحارّ، واستحمّ فلان: دخل الحمّام، وقوله عزّ وجل: (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [الشعراء/ ١٠٠- ١٠١] ، وقوله تعالى: (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) [المعارج/ ١٠] ، فهو القريب المشفق، فكأنّه الذي يحتدّ حماية لذويه، وقيل لخاصة الرّجل: حامّته، فقيل: الحامّة والعامّة، وذلك لما قلنا، ويدلّ على ذلك أنه قيل للمشفقين من أقارب الإنسان حزانته ، أي: الذين يحزنون له، واحتمّ فلان لفلان: [الواقعة/ ٤٣] ، للحميم، فهو يفعول من ذلك، وقيل: أصله الدخان الشديد السّواد ، وتسميته إمّا لما فيه من فرط الحرارة، كما فسّره في قوله: (لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) [الواقعة/ ٤٤] ، أو لما تصوّر فيه من لفظ الحممة فقد قيل للأسود يحموم، وهو من لفظ الحممة،

 وإليه أشير بقوله: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) [الزمر/ ١٦] ، وعبّر عن الموت بالحمام، كقولهم: حُمَّ كذا، أي: قدّر، والحُمَّى سمّيت بذلك إمّا لما فيها من الحرارة المفرطة، وعلى ذلك قوله صلّى الله عليه وسلم: «الحمّى من فيح جهنّم» ، وإمّا لما يعرض فيها من الحميم، أي: العرق، وإمّا لكونها من أمارات الحِمَام، لقولهم: «الحمّى بريد الموت» ، وقيل: «باب الموت» ، وسمّي حمّى البعير حُمَاماً بضمة الحاء، فجعل لفظه من لفظ الحمام لما قيل: إنه قلّما يبرأ البعير من الحمّى. وقيل: حَمَّمَ الفرخ : إذا اسودّ جلده من الريش، وحمّم وجهه: اسودّ بالشعر، فهما من لفظ الحممة، وأمّا حمحمة الفرس فحكاية لصوته ، وليس من الأول في شيء.