كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حصل - حصا)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حصل - حصا)
100 0

الوصف

                                                   كتاب الحاء 

                                               (حصل - حصا)

[حصل]

التحصيل: إخراج اللبّ من القشور، كإخراج الذهب من حجر المعدن، والبرّ من التّبن. قال الله تعالى: (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) [العاديات/ ١٠] ، أي: أظهر ما فيها وجمع، كإظهار اللبّ من القشر وجمعه، أو كإظهار الحاصل من الحساب، وقيل للحثالة: الحصيل، وحَصِلَ الفرس: إذا اشتكى بطنه عن أكله ، وحوصلة الطير: ما يحصل فيه الغذاء.

[حصا]

الإحصاء: التحصيل بالعدد، يقال: قد أحصيت كذا، وذلك من لفظ الحصا، واستعمال ذلك فيه من حيث إنهم كانوا يعتمدونه بالعدّ كاعتمادنا فيه على الأصابع، 

قال الله تعالى: (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) [الجن/ ٢٨] ، أي: حصّله وأحاط به. وقال صلّى الله عليه وسلم: «من أحصاها دخل الجنّة» وقال: «نفس تنجيها خير لك من إمارة لا تحصيها» أي: تريحها من العذاب، أي: أن تشتغل بنفسك خير لك من أن تشتغل بالإمارة.

وقال تعالى: (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) [المزمل/ ٢٠] ، وروي: «استقيموا ولن تحصوا» أي: لن تحصلوا ذلك، ووجه تعذّرإحصائه وتحصيله هو أنّ الحقّ واحد، والباطل كثير بل الحقّ بالإضافة إلى الباطل كالنقطة بالإضافة إلى سائر أجزاء الدائرة، وكالمرمى من الهدف، فإصابة ذلك شديدة، وإلى هذا أشار ما روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «شيّبتني هود وأخواتها» ، فسئل: ما الذي شيّبك منها؟ فقال: قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ، وقال أهل اللغة: (لن تحصوا) أي: لا تحصوا ثوابه.