كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء ( حصن)

الوصف
كتاب الحاء
( حصن)
الحصن جمعه حصون، قال الله تعالى: (مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ) [الحشر/ ٢] ، وقوله عزّ وجل: (لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ) [الحشر/ ١٤] ، أي: مجعولة بالإحكام كالحصون، وتَحَصَّنَ: إذا اتخذ الحصن مسكنا، ثم يتجوّز به في كلّ تحرّز، ومنه: درع حصينة، لكونها حصنا للبدن وفرس حِصَان: لكونه حصنا لراكبه، وبهذا النظر قال الشاعر: أنّ الحصون الخيل لا مدر القرى وقوله تعالى: (إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ) [يوسف/ ٤٨] ، أي: تحرزون في المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصن، وامرأة حَصان وحَاصِن، وجمع الحصان: حُصُن، وجمع الحاصن حَوَاصِن، ويقال: حصان للعفيفة، ولذات حرمة،
وقال تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) [التحريم/ ١٢] .
وأَحْصَنَتْ وحَصَنَتْ، قال الله تعالى: (فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ) [النساء/ ٢٥] ، أي: تزوّجن، أحصنّ: زوجنّ، والحصان في الجملة: المُحْصَنَة، إما بعفّتها، أو تزوّجها، أو بمانع من شرفها وحريتها.
ويقال: امرأة مُحْصَن ومُحْصِن، فالمُحْصِن يقال: إذا تصوّر حصنها من نفسها، والمُحْصَن يقال إذا تصوّر حصنها من غيرها،
وقوله عزّ وجل: (وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ) [النساء/ ٢٥] ، وبعده: (فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) [النساء/ ٢٥] ،
ولهذا قيل: المحصنات: المزوّجات، تصوّرا أنّ زوجها هو الذي أحصنها، (والْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ) [النساء/ ٢٤] بعد قوله: (حُرِّمَتْ) [النساء/ ٢٣] ، بالفتح لا غير، وفي سائر المواضع بالفتح والكسر، لأنّ اللواتي حرم التزوج بهن المزوّجات دون العفيفات، وفي سائر المواضع يحتمل الوجهين.