كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حسد - حسر)

الوصف
كتاب الحاء
(حسد - حسر)
[حسد]
الحسد: تمنّي زوال نعمة من مستحق لها، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها، وروي: «المؤمن يغبط والمنافق يحسد».
وقال تعالى: (حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) [البقرة/ ١٠٩] ، (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) [الفلق/ ٥] .
[حسر]
الحسر: كشف الملبس عمّا عليه، يقال: حسرت عن الذراع، والحاسر: من لا درع عليه ولا مغفر، والمِحْسَرَة: المكنسة، وفلان كريم المَحْسَر، كناية عن المختبر، وناقة حَسِير: انحسر عنها اللحم والقوّة، ونوق حَسْرَى، والحاسر: المُعْيَا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أمّا الحاسر فتصوّرا أنّه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصوّرا أنّ التعب قد حسره،
وقوله عزّ وجل: (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) [الملك/ ٤] ، يصحّ أن يكون بمعنى حاسر، وأن يكون بمعنى محسور، قال تعالى: (فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء/ ٢٩] . والحَسْرةُ: الغمّ على ما فاته والندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى: (لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ) [آل عمران/ ١٥٦] ،
(وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) [الحاقة/ ٥٠] ، وقال تعالى: (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ) [الزمر/ ٥٦] ، وقال تعالى: (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) [البقرة/ ١٦٧] ،
وقوله تعالى: (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) [يس/ ٣٠] ، وقوله تعالى: في وصف الملائكة: (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) [الأنبياء/ ١٩] ، وذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون) .