كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حزن - حسَ)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حزن - حسَ)

الوصف

                                                     كتاب الحاء 

                                                   (حزن - حسَ)

[حزن]

الحُزْن والحَزَن: خشونة في الأرض وخشونة في النفس لما يحصل فيه من الغمّ، ويضادّه الفرح، ولاعتبار الخشونة بالغم قيل: خشّنت بصدره: إذا حزنته، يقال: حَزِنَ يَحْزَنُ، وحَزَنْتُهُ وأَحْزَنْتُهُ

 قال عزّ وجلّ: (لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ) [آل عمران/ ١٥٣] ، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) [فاطر/ ٣٤] ، (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً) [التوبة/ ٩٢] ، 

(انَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) [يوسف/ ٨٦] ، وقوله تعالى: (وَلا تَحْزَنُوا) [آل عمران/ ١٣٩] ، (ولا تَحْزَنْ) [الحجر/ ٨٨] ، فليس ذلك بنهي عن تحصيل الحزن، فالحُزْن ليس يحصل بالاختيار، ولكن النهي في الحقيقة إنما هو عن تعاطي ما يورث الحزن واكتسابه، وإلى معنى ذلك أشار الشاعر بقوله: من سرّه أن لا يرى ما يسوءه ... فلا يتخذ شيئا يبالي له فقدا 

وأيضا فحثّ للإنسان أن يتصوّر ما عليه جبلت الدنيا، حتى إذا ما بغتته نائبة لم يكترث بها لمعرفته إياها، ويجب عليه أن يروض نفسه على تحمّل صغار النوب حتى يتوصل بها إلى تحمّل كبارها.

[حسَ]

الحاسّة: القوة التي بها تدرك الأعراض الحسيّة، والحواسّ: المشاعر الخمس، يقال: حَسَسْتُ وحَسَيْتُ وأَحْسَسْتُ، فَحَسَسْتُ يقال على وجهين: أحدهما: يقال: أصبته بحسّي، نحو عنته ورعته، والثاني: أصبت حاسّته، نحو: كبدته وفأدته، ولمّا كان ذلك قد يتولّد منه القتل عبّر به عن القتل، فقيل: حَسَسْتُه ، أي: قتلته. قال تعالى: (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ) [آل عمران/ ١٥٢] ، والحَسِيس: القتيل، ومنه: جراد مَحْسُوس: إذا طبخ ، وقولهم: البرد محسَّة للنبت ، وانحسّت أسنانه: انفعال منه، فأمّا حَسِسْتُ فنحو علمت وفهمت، لكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة، فأمّا حَسَيْتُ فبقلب إحدى السينين ياء.

وأمّا أَحْسَسْتُهُ فحقيقته: أدركته بحاستي، وأحست مثله، لكن حذفت إحدى السينين تخفيفا نحو: ظلت، وقوله تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ) [آل عمران/ ٥٢] ، فتنبيه أنه قد ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحسّ فضلا عن الفهم، وكذا قوله تعالى: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) [الأنبياء/ ١٢] ، وقوله تعالى: (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ) [مريم/ ٩٨] ، أي: هل تجد بحاستك أحدا منهم؟ وعبّر عن الحركة بالحسيس والحسّ، 

قال تعالى: (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) [الأنبياء/ ١٠٢] ، والحُسَاس: عبارة عن سوء الخلق ، وجعل على بناء زكام وسعال.