نداءات الرحمن لأهل الإيمان - النداء السادس (في وجوب قبول شرائع الإسلام كلها، وحرمة اتباع الشيطان)

نداءات الرحمن لأهل الإيمان - النداء السادس (في وجوب قبول شرائع الإسلام كلها، وحرمة اتباع الشيطان)
550 0

الوصف

نداءات الرحمن لأهل الإيمان - النداء السادس (في وجوب قبول شرائع الإسلام كلها، وحرمة اتباع الشيطان)


النداء السادس:

وجوب اتباع شرائع الإسلام كلها وحرمة اتباع الشيطان

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة: 208-209).

وجوب اتباع شرائع الإسلام كلها، وحرمة اتباع الشيطان.

بين يدي الآية

إن الإسلام دين كامل ومتكامل، لذا هو لا يقبل الزيادة فيه، ولا يسمح بالنقص منه، إذ الزيادة فيه تبطله، والنقص منه يفسده، وأقرب مثال يوضح هذه الحقيقة صلاة المغرب ثلاث ركعات فلو زيد فيها ركعة أو سجدة بطلت، كما أنه لو نقصت منها ركعة أو سجدة بطلت كذلك، بإجماع علماء الإسلام.

لذا فلو أن فردًا من الناس قال: أنا أقبل الإسلام وأدخل فيه إلا أن ما حرمه من المطاعم والمشارب لا أحرمه، أو قال آخر: أنا أدخل في الإسلام إلا أن الصيام لا أعترف به لأنه يضعف من قوتي البدنية، أو قال آخر: أقبله إلا أني لا أعترف بما قرره الإسلام من أن المرأة لها نصف ما للذكر في الميراث، أو قال آخر: أنا أقر بالإسلام وأدخل فيه إلا أني لا أعترف بحكم قطع يد السارق، أو رجم الزاني المحصن. فهل يقبل الإسلام من هؤلاء؟ والجواب: لا يقبل أبدا، وهم كافرون مخلدون في النار إن ماتوا على هذا الكفر. 

ومثال آخر: لو أن مسلما أبًا أو جدًّا قال: أنا لا أعترف بأن المسلم إذا دعا الأولياء أو استغاث بهم، أو تقرب إليهم بذبح أو نذر هو مشرك وأصر على ذلك فإنه كافر، وإن هو استغاث بغير الله ودعا غير الله وتقرب إلى غيره بذبح أو نذر فهو مشرك لا يقبل منه إيمان ولا إسلام، ولو صلى وصام وحج واعتمر وجاهد ورابط. وهذا النداء الإلهي الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" هذا النداء هو الذي قرر حرمة النقص في الدين أو الزيادة فيه.

وفي القرآن الكريم ما يقرب من مائة وسبعين آية تتحدث عن السلم والسلام، ومن هذه الآيات:

"وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة: 111).

ومن الخطأ أن يتوهم المسلمون المقصرون في أداء العبادات، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنة لهم وحدهم. والرد الإلهي على كل من يدّعي أنه سيدخل الجنة دون أن يدفع ثمنها، هو قوله تعالى: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة: 111). إذ الذي يستحق دخول الجنة هو من طبق منهج الله و "أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ" (البقرة: 112). وخضع، واستسلم، وانصاع لأمره. ومن أدق تعريفات العبادة أنها: غاية الحب، والخضوع لله عز وجل في كل ما أمر، وترك كل ما نهى عنه. وهذا يؤكد أن الانتماء الشكلي للدين، وعدم الامتثال العملي للخضوع والاستسلام لله هو انتماء لا قيمة له، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة: 62).

سبب النزول:

1- هذه الآية الكريمة نزلت في عبد الله بن سلام (رضي الله عنه) وكان حَبْرًا من أَحْبَارِ اليهود في المدينة، ودخل في الإسلام عن علم وقناعة، وبشر على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بالجنة لرؤيا رآها. هذا العالم رأى في بداية إسلامه أن يبقى على تعظيم السبت. وأن يقرأ بشيء من التوراة في صلاته بحجة أن السبت فرضه الله تعالى تعظيما على اليهود، وأن التوراة كلام الله تعالى، وقبل أن يفعل استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فنزلت هذه الآية تأمر المؤمن أن يدخل في الإسلام بكله، لا يبقى شيئا خارجا عنه حتى ولو كان تعظيم يوم السبت الذي كان تعظيمه شرعا وعبادة قبل الإسلام.

2- روي عن ابن عباس أنها نزلت في أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أمرهم الله بالدخول في الإسلام، روي عن ابن عباس والضحاك.

3- إنها نزلت في المسلمين، يأمرهم الله بالدخول في شرائع الإسلام كلها والأخذ بها دون اتقاء أو ترك، قاله مجاهد وقتادة.

ولعل الصواب شمول الخطاب للجميع –لأن الآيات السابقة بينت أن الناس ينقمسون إلى ثلاث طوائف: (مؤمنين- وكافرين- ومنافقين)- أمرهم الله بعد ذلك بالكون على ملة واحدة –وإنما أطلق على الثلاث الطوائف لفظ الإيمان؛ لأن أهل الكتاب مؤمنون بربهم وكتابهم، والمنافق مؤمن بلسانه وإن كان غير مؤمن بقلبه، والمؤمن مؤمن بقلبه ولسانه، فأمرهم جميعا بأن يدخلوا في الإسلام ويعملوا به جميعا.

المعنى الإجمالي

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" نداء من الله لعباده المؤمنين باسم الإيمان المحبب للنفوس، والذي يميزهم ويفردهم ويصلهم بالله، الذي يدعوهم بأن يدخلوا في السلم كافة، أي في جميع شرائع الدين، ولا يتركوا منها شيئا، وألا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه- إن وافق الأمر المشروع هواه فعله، وإن خالفه تركه، بل الواجب أن يكون تبعا للدين- قال صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".

وقال تعالى "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة:85) والمقصود أن يفعلوا كل ما يقدرون عليه من أفعال الخير وما يعجزوا عنه يلتزمون فيه النية فيدركونه بنيتهم.

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّة" -أياجميعا وهو استسلام المؤمنين بكلياتهم لله في ذوات أنفسهم وفي الصغير والكبير من أمورهم "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (النساء:65)، فالاستسلام لله بالطاعة والانقياد التام وهو نداء لكل من بلغه الإسلام أن يدخل فيه؛ لأنه لا نجاة له إلا بذلك.

ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".

ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان، قال تعالى "وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ" لأنه ليس هناك مناهج متعددة للمؤمن أن يختار ما يشاء، وترك ما يشاء، أو يخلط واحدا بواحد، كلا، إنه طريق حق يدخل فيه المسلم بكليته، يسلم نفسه لله –وهو ما نهى الله عن- ومناسبة النهي عن اتباع هذا الخط ظاهر عداوة الشيطان للإنسان- ولهذا قال تعالى: "إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" وقال تعالى: "إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة:169) 

وقال تعالى: "إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (فاطر:35)، فقد أمر الله سبحانه وتعالى أن نتجنب اتباع خطواته وطريقه، ذلك لأن الشيطان لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء، وما به الضرر على الإنسان في دنياه وفي أخراه، ذلك أن الشيطان يضل الإنسان في الدنيا ثم يتبرأ منه، "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر:16) 

وفي الآخرة يقوم الشيطان مستهزئا وساخرا لمن أضله لائما له على اتباعه، قال تعالى: "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (إبراهيم:22). 

ولما كان العبد لابد أن يقع منه خلل وزلل خوفهم الله عاقبة هذا الزلل بعد البيان وإقامة الحجة، فقال تعالى : "فَإِن زَلَلْتُم" أي أخطأتم ووقعتم في الذنوب "مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ" أي على علم ويقين "فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" عزيز في انتقامه لا يفوته هارب ولا يغلبه غالب، حكيم في أمره وحكمه ونقضه وإبرامه، وفي هذا من الوعيد الشديد والتخويف ما يوجب ترك الزلل فإن العزيز الحكيم إذا عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه بمقتضى حكمته فإن من حكمته تعذيب العصاة والجناة، وهذا فيه من الوعيد الشديد والتهديد ما تنخلع له القلوب، وفيه إيحاء بأن ما اختاره لهم سبحانه هو الخير، وما نهاهم عنه هو الشر، وأنه يتعرضون للخسارة حين لا يتعبون أمره، ولا ينتهون عما نهاهم عنه، وفي ذلك تحذير من الوقوع في المآثم.

تنبيه وفائدة

اعلم أيها القارئ أن النداء في هذه الآية اشتمل على بيان طريق النجاة وطريق الهلاك، فطريق النجاة هو الإسلام الكامل لله تعالى، باعتقاد ما أمر باعتقاده، وقول ما أمر بقوله، وفعل ما أمر بفعله، واجتناب ما أمر باجتنابه من ذلك كله اعتقادا أو قولا أو عملا، وطريق الهلاك هو اتباع خطوات الشيطان بتحسين القبيح، وتقبيح الحسن، فإذا أصبح العبد يحب ما يحب الشيطان، ويكره ما يكره فقد التحق به وأصبح من أوليائه، وخسر نفسه وأهله. كما قال تعالى: "قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"

 واذكر ما يحمله قول الله تعالى: "فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" من الوعيد الشديد، لكل من زلت قدمه فزاد في الإسلام أو نقص منه، أو بدل فيه. وما أصاب المسلمين من خراب ودمار، وذل وصغار لما تركوا واجبات أوجبها الله، وارتكبوا محرمات حرمها الله. كاف في الدلالة على ما تحمله الآية من وعيد شديد.

واعلم أيها المؤمن أننا نحن المسلمين لن نقطف ثمار هذا الدين إلا إذا طبقه جميع الناس، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً" (البقرة: 208). أي اخضعوا كافة. فمثلا لو رأيت النساء المحجبات في مكة والمدينة فإنك تستشعر عظمة الحجاب. أما أن تتحجب امرأة بين مئة امرأة سافرة، فإن ثمرة الحجاب لا تتحقّق؛ لأن الامتثال لأمر الله في ارتداء الحجاب غير مطبق بشكل جماعي، فلو كان معك هاتف محمول، ولك خمسون صديقًا لا يملكون هاتفًا، فإن هاتفك لا قيمة له، أما لو كان مع كل من حولك هاتف، فإن هاتفك يحقق معنى وجوده.

وهكدا فإن ثمرة هذا الدين لا تتحقق إلا إذا طبقناه جميعًا، وعندها سنشعر بالسلامة والسعادة والراحة النفسية والارتقاء إلى مستوى أعلى في الإيمان.

والسلم يعني الانصياع لمنهج الله الذي يصلح لكل زمان ومكان، والخضوع لأمره، أما من يقول: هذا النظام الإسلامي لا يصلح لهذا العصر، وتحريم الربا لا يتناسب مع الاقتصاد والتنمية مثلًا، وحجاب المرأة يعطّل نصف المجتمع، وتوهم أن هذا الشيء أو ذاك يعوق الحياة العصرية، ورفض حكمًا شرعيًا ثابتًا بالقرآن والسنة، فإنه لم يدخل في السلم. كما أن الذي يعترض على قطع يد السارق لم يدخل في السلم كافة؛ لأنه يعترض على النظام الإلهي، ويخالف مقاصد المشرّع.

ما يستفاد من الآيات:

1- وجوب الدخول في الإسلام، وقبول جميع الشرائع، وحرمة التخيير بينهما.

2- وجوب اجتناب خطوات الشطان؛ لأنه عدو للإنسان.

3- من ارتكب حراما أو ترك واجبا كان متبعا لخطوات الشيطان.

4- العقوبة تنزل عند ظهور المعاصي، فيجب الحذر منها وعدم الأمن من مكر الله.

5- الإسلام دين كامل لا يقبل الزيادة فيه ولا يسمح بالنقص منه، فالزيادة فيه تعطله والنقص منه يفسده، قال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا" (المائدة:3).

6- في هذه الآية بيان طريق النجاة وطريق الهلاك، فطريق النجاة هو الإسلام الكامل. وطريق الهلاك هو اتباع خطوات الشيطان.

7- إن ما أصاب المسلمين من خراب ودمار وذل وصغار إنما هو لما تركوا أمر الله وارتكبوا ما حرم الله.