كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حجب - حجر)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حجب - حجر)

الوصف

                                                     كتاب الحاء 

                                                  (حجب - حجر)

[حجب]

الحَجْب والحِجَاب: المنع من الوصول، يقال: حَجَبَه حَجْباً وحِجَاباً، وحِجَاب الجوف: ما يحجب عن الفؤاد، وقوله تعالى: (وَبَيْنَهُما حِجابٌ) [الأعراف/ ٤٦] ، ليس يعني به ما يحجب البصر، وإنما يعني ما يمنع من وصول لذّة أهل الجنّة إلى أهل النّار، وأذيّة أهل النّار إلى أهل الجنّة، كقوله عزّ وجل: (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) [الحديد/ ١٣] ، 

وقال عزّ وجل: (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) [الشورى/ ٥١] ، أي: من حيث ما لا يراه مكلّمه ومبلّغه، وقوله تعالى: (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) [ص/ ٣٢] ، يعني الشّمس إذا استترت بالمغيب. والحَاجِبُ: المانع عن السلطان، والحاجبان في الرأس لكونهما كالحاجبين للعين في الذّب عنهما. وحاجب الشمس سمّي لتقدّمه عليها تقدّم الحاجب للسلطان، 

وقوله عزّ وجلّ: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) [المطففين/ ١٥] ، إشارة إلى منع النور عنهم المشار إليه بقوله: (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) [الحديد/ ١٣] .

[حجر]

الحَجَر: الجوهر الصلب المعروف، وجمعه: أحجار وحِجَارَة، وقوله تعالى: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) [البقرة/ ٢٤] ، قيل: هي حجارة الكبريت ، وقيل: بل الحجارة بعينها، ونبّه بذلك على عظم حال تلك النّار، وأنها ممّا توقد بالناس والحجارة خلاف نار الدنيا إذ هي لا يمكن أن توقد بالحجارة وإن كانت بعد الإيقاد قد تؤثّر فيها، وقيل: أراد بالحجارة الذين هم في صلابتهم عن قبول الحقّ كالحجارة، 

كمن وصفهم بقوله: (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة/ ٧٤] .

والحَجْر والتحجير: أن يجعل حول المكان حجارة، يقال: حَجَرْتُهُ حَجْرا، فهو محجور، وحَجَّرْتُهُ تحجيرا فهو مُحَجَّر، وسمّي ما أحيط به الحجارة حِجْراً، وبه سمّي حجر الكعبة وديار ثمود، قال تعالى: (كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) [الحجر/ ٨٠] ، وتصوّر من الحجر معنى المنع لما يحصل فيه، فقيل للعقل حِجْر، لكون الإنسان في منع منه ممّا تدعو إليه نفسه، وقال تعالى: (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) [الفجر/ ٥] .

قال المبرّد: يقال للأنثى من الفرس حِجْر، لكونها مشتملة على ما في بطنها من الولد.

والحِجْر: الممنوع منه بتحريمه، قال تعالى: وَقالُوا: (هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ) [الأنعام/ ١٣٨] ، (وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) [الفرقان/ ٢٢] ، كان الرجل إذا لقي من يخاف يقول ذلك ، فذكر تعالى أنّ الكفار إذا رأوا الملائكة قالوا ذلك، ظنّا أنّ ذلك ينفعهم، قال تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) [الفرقان/ ٥٣] ، أي: منعا لا سبيل إلى رفعه ودفعه، وفلان في حَجْرِ فلان، أي: في منع منه عن التصرف في ماله وكثير من أحواله، وجمعه: حُجُور، قال تعالى: (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ) [النساء/ ٢٣] ، وحِجْر القميص أيضا: اسم لما يجعل فيه الشيء فيمنع، وتصوّر من الحجر دورانه فقيل: حَجَرْتُ عين الفرس: إذا وسمت حولها بميسم، وحُجِّر القمر: صار حوله دائرة، والحَجُّورَة: لعبة للصبيان يخطّون خطّا مستديرا، ومِحْجَر العين منه، وتَحَجَّرَ كذا: تصلّب وصار كالأحجار، والأحجار: بطون من بني تميم، سمّوا بذلك لقوم منهم أسماؤهم جندل وحجر وصخر.