كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حبك - حبل)

الوصف
كتاب الحاء
(حبك - حبل)
[حبك]
قال تعالى: (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات/ ٧] ، هي ذات الطرائق فمن الناس من تصوّر منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرّة، ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من الطرائق المعقولة المدركة بالبصيرة، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) [آل عمران/ ١٩١] . وأصله من قولهم: بعير مَحْبُوك القرا أي: محكمه، والاحتباك: شدّ الإزار.
[حبل]
الحَبْلُ معروف، قال عزّ وجلّ: (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) [المسد/ ٥] ، وشبّه به من حيث الهيئة حبل الوريد وحبل العاتق، والحبل: المستطيل من الرّمل، واستعير للوصل، ولكلّ ما يتوصّل به إلى شيء.
قال عزّ وجلّ: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً) [آل عمران/ ١٠٣] ، فحبله هو الذي معه التوصل به إليه من القرآن والعقل، وغير ذلك ممّا إذا اعتصمت به أدّاك إلى جواره، ويقال للعهد حبل،
وقوله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) [آل عمران/ ١١٢] ، ففيه تنبيه أنّ الكافر يحتاج إلى عهدين:
- عهد من الله، وهو أن يكون من أهل كتاب أنزله الله تعالى، وإلّا لم يقرّ على دينه، ولم يجعل له ذمّة.
- وإلى عهد من الناس يبذلونه له.
والحِبَالَة خصّت بحبل الصائد، جمعها: حَبَائِل، وروي (النّساء حبائل الشّيطان).
والمُحْتَبِل والحَابِل: صاحب الحبالة، وقيل: وقع حابلهم على نابلهم ، والحُبْلَة: اسم لما يجعل في القلادة.