كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حبر - حبس - حبط )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الحاء (حبر - حبس - حبط )

الوصف

                                                    كتاب الحاء 

                                             (حبر - حبس - حبط )

[حبر]

الحِبْرُ: الأثر المستحسن، ومنه ما روي: «يخرج من النّار رجل قد ذهب حبره وسبره» أي: جماله وبهاؤه، ومنه سمّي الحبر، وشاعر مُحَبِّر، وشعر مُحَبَّر، وثوب حَبِير: محسّن، ومنه: أرض مِحْبَار ، والحبير من السحاب، وحَبِرَ فلان: بقي بجلده أثر من قرح، والحَبْر: العالم وجمعه: أَحْبَار، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، 

قال تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) [التوبة/ ٣١] ، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله: (العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة). وقوله عزّ وجلّ: (فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) [الروم/ ١٥] ، أي: يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم.

[حبس]

الحَبْس: المنع من الانبعاث، قال عزّ وجلّ: (تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ) [المائدة/ ١٠٦] ، والحَبْس: مصنع الماء الذي يحبسه، والأحباس جمع، والتحبيس: جعل الشيء موقوفا على التأبيد، يقال: هذا حَبِيس في سبيل الله.

[حبط]

قال الله تعالى: (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) [المائدة/ ٥٣] ، (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام/ ٨٨] ، (وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ) [محمد/ ٣٢] ، (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) [الزمر/ ٦٥] ، 

وقال تعالى: (فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ) [الأحزاب/ ١٩] ، وحَبْط العمل على أضرب: 

أحدها: أن تكون الأعمال دنيوية فلا تغني في القيامة غناء، كما أشار إليه بقوله: (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) [الفرقان/ ٢٣] .

والثاني: أن تكون أعمالا أخروية، لكن لم يقصد بها صاحبها وجه الله تعالى، كما روي: «أنه يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: بم كان اشتغالك؟ قال: بقراءة القرآن، فيقال له: قد كنت تقرأ ليقال: هو قارئ، وقد قيل ذلك، فيؤمر به إلى النار» .

والثالث: أن تكون أعمالا صالحة، ولكن بإزائها سيئات توفي عليها، وذلك هو المشار إليه بخفّة الميزان.

وأصل الحبط من الحَبَطِ، وهو أن تكثر الدابة أكلا حتى ينتفخ بطنها، وقال عليه السلام: «إنّ ممّا ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلمّ» . وسمّي الحارث الحَبَطَ ، لأنه أصاب ذلك، ثم سمي أولاده حَبَطَات.