كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم (جمح - جمع )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم (جمح - جمع )

الوصف

                                                    كتاب الجيم 

                                                (جمح - جمع )

[جمح]

قال تعالى: (وَهُمْ يَجْمَحُونَ) [التوبة/ ٥٧] ، الجَمُوح أصله في الفرس إذا غلب فارسه بنشاطه في مروره وجريانه، وذلك أبلغ من النشاط والمرح، والجُمَاح: سهم يجعل على رأسه كالبندقة يرمي به الصبيان.

[جمع]

الجَمْع: ضمّ الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال: جَمَعْتُهُ فَاجْتَمَعَ، وقال عزّ وجل: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة/ ٩] ، (وَجَمَعَ فَأَوْعى) [المعارج/ ١٨] ، (جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ) [الهمزة/ ٢] ، 

وقال تعالى: (يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ) [سبأ/ ٢٦] ، وقال تعالى: (لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [آل عمران/ ١٥٧] ، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ) [الإسراء/ ٨٨] ،

 وقال تعالى: (فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) [الكهف/ ٩٩] ، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ) [النساء/ ١٤٠] ، (وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) [النور/ ٦٢] ، أي: أمر له خطر يجتمع لأجله الناس، فكأنّ الأمر نفسه جمعهم. وقوله تعالى: (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) [النساء/ ١٤٠] ، (وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) [النور/ ٦٢] ، أي: أمر له خطر يجتمع لأجله الناس، فكأنّ الأمر نفسه جمعهم. 

وقوله تعالى: (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ) [الشورى/ ٧] ، وقال تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) [التغابن/ ٩] ، ويقال للمجموع: جَمْعُ وجَمِيعُ وجَمَاعَةُ، 

وقال تعالى: (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) [آل عمران/ ١٦٦] ، وقال عزّ وجل: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) [يس/ ٣٢] ، والجُمَّاع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا.

قال الشاعر: جمع غير جمّاع وأَجْمَعْتُ كذا أكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكرة، نحو: (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) [يونس/ ٧١] ، 

قال الشاعر: هل أغدون يوما وأمري مجمع وقال تعالى: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) [طه/ ٦٤] ، ويقال: أَجْمَعَ المسلمون على كذا: اجتمعت آراؤهم عليه، ونهب مجمع: ما يوصل إليه بالتدبير والفكرة، 

وقوله عزّ وجل: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ )[آل عمران/ ١٧٣] ، قيل: جمعوا آراءهم في التدبير عليكم، وقيل: جمعوا جنودهم. وجَمِيعٌ وأَجْمَعُ وأَجْمَعُونَ يستعمل لتأكيد الاجتماع على الأمر، فأمّا أجمعون فتوصف به المعرفة، ولا يصح نصبه على الحال. نحو قوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) [الحجر/ ٣٠] ، (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) [يوسف/ ٩٣] ، فأمّا جميع فإنّه قد ينصب على الحال فيؤكّد به من حيث المعنى، نحو: (اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) [البقرة/ ٣٨] ، وقال: (فَكِيدُونِي جَمِيعاً) [هود/ ٥٥] ، وقولهم: يوم الجمعة، لاجتماع الناس للصلاة، قال تعالى: (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة/ ٩] ، ومسجد الجامع، أي: الأمر الجامع، أو الوقت الجامع، وليس الجامع وصفا للمسجد، وجَمَّعُوا: شهدوا الجمعة، أو الجامع أو الجماعة.

وأتانٌ جامع : إذا حملت، وقِدْر جِمَاع جامعة: عظيمة، واستجمع الفرس جريا: بالغ، فمعنى الجمع ظاهر. وقولهم: ماتت المرأة بِجُمْع: إذا كان ولدها في بطنها، فلتصور اجتماعهما، وقولهم: هي منه بِجُمْعٍ: إذا لم تفتضّ: فلاجتماع ذلك العضو منها وعدم التشقق فيه، وضربه بِجُمْعِ كفّه: إذا جمع أصابعه فضربه بها، وأعطاه من الدراهم جمع الكف.

أي: ما جمعته كفّه. والجوامع: الأغلال، لجمعها الأطراف.