كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم (جسس - جسد - جسم - جعل)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم (جسس - جسد - جسم - جعل)

الوصف

                                                    كتاب الجيم 

                                         (جسس - جسد - جسم - جعل)

[جسس]

قال الله تعالى: (وَلا تَجَسَّسُوا) [الحجرات/ ١٢] ، أصل الجَسِّ: مسُّ العرق وتعرّف نبضه للحكم به على الصحة والسقم، وهو أخص من الحسّ، فإنّ الحس تعرّف ما يدركه الحس. والجَسُّ: تعرّف حال ما من ذلك، ومن لفظ الجسّ اشتق الجاسوس .

[جسد]

الجَسَد كالجسم لكنه أخصّ، قال الخليل رحمه الله: لا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه، وأيضا فإنّ الجسد ما له لون، والجسم يقال لما لا يبين له لون، كالماء والهواء.

وقوله عزّ وجلّ: (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) [الأنبياء/ ٨] ، يشهد لما قال الخليل، وقال: (عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ) [طه/ ٨٨] ، وقال تعالى: (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ) [ص/ ٣٤] .

وباعتبار اللون قيل للزعفران: جِسَاد، وثوب مِجْسَد: مصبوغ بالجساد ، والمِجْسَد: الثوب الذي يلي الجسد، والجَسَد والجَاسِد والجَسِد من الدم ما قد يبس.

[جسم]

الجسم: ما له طول وعرض وعمق، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع ما قطع، وجزّئ ما قد جزئ. قال الله تعالى: (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) [البقرة/ ٢٤٧] ،

 (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ) [المنافقون/ ٤] ، تنبيها أن لا وراء الأشباح معنى معتدّ به، والجُسْمَان قيل: هو الشخص، والشخص قد يخرج من كونه شخصا بتقطيعه وتجزئته بخلاف الجسم.

[جعل]

جَعَلَ: لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعمّ من فعل وصنع وسائر أخواتها، ويتصرّف على خمسة أوجه: الأول: يجري مجرى صار وطفق فلا يتعدّى، نجو جعل زيد يقول كذا «٥» ، قال الشاعر: فقد جعلت قلوص بني سهيل ... من الأكوار مرتعها قريب «١» والثاني: يجري مجرى أوجد، فيتعدّى إلى مفعول واحد نحو قوله عزّ وجل: (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) [الأنعام/ ١] ، (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) [النحل/ ٧٨] .

والثالث: في إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، نحو: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) [النحل/ ٧٢] ، (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً) [النحل/ ٨١] ، (وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا) [الزخرف/ ١٠] .

والرابع: في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً) [البقرة/ ٢٢] ، وقوله: (جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا) [النحل/ ٨١] ، (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) [نوح/ ١٦] ، 

وقوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) [الزخرف/ ٣] .

والخامس: الحكم بالشيء على الشيء، حقا كان أو باطلا، فأمّا الحقّ فنحو قوله تعالى: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص/ ٧] ، 

وأمّا الباطل فنحو قوله عزّ وجل: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً) [الأنعام/ ١٣٦] ، (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) [النحل/ ٥٧] ، (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) [الحجر/ ٩١] .

والجِعَالَة الجُعَالَة: خرقة ينزّل بها القدر، والجُعْل والجَعَالَة والجَعِيلَة: ما يجعل للإنسان بفعله فهو أعمّ من الأجرة والثواب، وكلب مُجْعِل، كناية عن طلب السفاد، والجُعَل: دويبة.