كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم (جزء - جزا )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم (جزء - جزا )

الوصف

                                                    كتاب الجيم 

                                                 (جزء - جزا )

[جزء]

جُزْءُ الشيء: ما يتقوّم به جملته، كأجزاء السفينة، وأجزاء البيت، وأجزاء الجملة من الحساب قال تعالى: (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) [البقرة/ ٢٦٠] ، 

وقال عزّ وجل: (لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر/ ٤٤] ، أي: نصيب، وذلك جزء من الشيء، وقال تعالى: (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) [الزخرف/ ١٥] ، وقيل: ذلك عبارة عن الإناث، من قولهم: أَجْزَأَتِ المرأة: أتت بأنثى .

وجَزَأَ الإبل: مَجْزَءاً وجَزْءاً: اكتفى بالبقل عن شرب الماء. وقيل: اللّحم السمين أجزأ من المهزول ، وجُزْأَة السكين: العود الذي فيه السيلان، تصوّرا أنه جزء منه.

[جزا]

الجَزَاء: الغناء والكفاية، وقال تعالى: (لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) [لقمان/ ٣٣] ، والجَزَاء: ما فيه الكفاية من المقابلة، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

يقال: جَزَيْتُهُ كذا وبكذا. قال الله تعالى: (وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) [طه/ ٧٦] ، وقال: (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) [الكهف/ ٨٨] ، (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشورى/ ٤٠] ، 

وقال تعالى: (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) [الإنسان/ ١٢] ، وقال عزّ وجل: (جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً) [الإسراء/ ٦٣] ، (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا) [الفرقان/ ٧٥] ،

 (وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الصافات/ ٣٩] ، والجِزْيَة: ما يؤخذ من أهل الذمة، وتسميتها بذلك للاجتزاء بها عن حقن دمهم. قال الله تعالى: (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) [التوبة/ ٢٩] ، ويقال: جازيك فلان، أي: كافيك.

ويقال: جَزَيْتُهُ بكذا وجَازَيْتُهُ، ولم يجئ في القرآن إلا جزى دون جازى، وذاك أنّ المجازاة هي المكافأة، وهي المقابلة من كل واحد من الرجلين، والمكافأة هي: مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها. ونعمة الله تتعالى عن ذلك، ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله عزّ وجل ، وهذا ظاهر.