كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم ( جث - جثم - جثى - جحد - جحم - جد )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الجيم ( جث - جثم - جثى - جحد - جحم - جد )

الوصف

                                                    كتاب الجيم 

                                   ( جث - جثم - جثى - جحد - جحم - جد )

[جث]

يقال: جَثَثْتُهُ فَانْجَثَّ، وجَثَثْتُهُ فَاجْتَثَّ، قال الله عزّ وجل: (اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ) [إبراهيم/ ٢٦] ، أي: اقتلعت جثّتها، والمِجَثَّة: ما يجثّ به، وجثَّة الشيء: شخصه الناتئ، والجُثُّ: ما ارتفع من الأرض، كالأكمة، والجَثِيثَة سميت به لما بان جثته بعد طبخه، والجَثْجَاث: نبت.

[جثم]

(فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) [الأعراف/ ٧٨] ، استعارة للمقيمين، من قولهم: جَثَمَ الطائرُ إذا قعد ولطئ بالأرض، والجُثْمَان: شخص الإنسان قاعدا، ورجل جُثَمَة وجَثَّامَة كناية عن النئوم والكسلان.

[جثى]

جَثَا على ركبتيه يَجْثُو جُثُوّاً وجِثِيّاً فهو جَاثٍ، نحو: عتا يعتو عتوّا وعتيّا، وجمعه: جُثِيّ نحو: باك وبكيّ، وقوله عزّ وجل: (وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) [مريم/ ٧٢] ، يصح أن يكون جمعا نحو: بكي، وأن يكون مصدرا موصوفا به، والجاثية في قوله عزّ وجل: (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً) [الجاثية/ ٢٨] فموضوع موضع الجمع، كقولك: جماعة قائمة وقاعدة.

[جحد]

الجُحُود: نفي ما في القلب إثباته، وإثبات ما في القلب نفيه، يقال: جَحَدَ جُحُوداً وجَحْداً قال عزّ وجل: (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) [النمل/ ١٤] ، وقال عزّ وجل: (بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) [الأعراف/ ٥١] . وتَجَحَّدَ تَخَصَّصَ بفعل ذلك، يقال: رجل جَحِدٌ: شحيح قليل الخير يظهر الفقر، وأرض جَحْدَة: قليلة النبت، يقال: جَحَداً له ونَكَداً، وأَجْحَدَ: صار ذا جحد.

[جحم]

الجُحْمَة: شدة تأجج النار، ومنه: الجحيم، وجَحَمَ وجهه من شدة الغضب، استعارة من جحمة النار، وذلك من ثوران حرارة القلب، وجَحْمَتَا الأسد: عيناه لتوقدهما.

[جد]

الجَدُّ: قطع الأرض المستوية، ومنه: جَدَّ في سيره يَجِدُّ جَدّاً، وكذلك جَدَّ في أمره وأَجَدَّ: صار ذا جِدٍّ، وتصور من: جَدَدْتُ الأرض: القطع المجرد، فقيل: جددت الثوب إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد: أصله المقطوع، ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه، قال تعالى: (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) [ق/ ١٥] ، إشارة إلى النشأة الثانية، وذلك قولهم: (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق/ ٣] ، وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل لليل والنهار: الجَدِيدَان والأَجَدَّان، قال تعالى: (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ) [فاطر/ ٢٧] ، جمع جُدَّة، أي: طريقة ظاهرة، من قولهم: طريق مَجْدُود، أي: مسلوك مقطوع، ومنه: جَادَّة الطريق ، والجَدُود والجِدَّاء من الضأن: التي انقطع لبنها. وجُدَّ ثدي أمه على طريق الشتم ، وسمي الفيض الإلهي جَدّاً، قال تعالى: (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) [الجن/ ٣] ، أي: فيضه، وقيل: عظمته، وهو يرجع إلى الأوّل، وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه، وسمي ما جعل الله للإنسان من الحظوظ الدنيوية جَدّاً، وهو البخت، فقيل: جُدِدْتُ وحُظِظْتُ وقوله عليه السلام: «لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ» ، أي: لا يتوصل إلى ثواب الله تعالى في الآخرة بالجدّ، وإنّما ذلك بالجدّ في الطاعة، وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى: (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) [الإسراء/ ١٨] ، 

(وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) [الإسراء/ ١٩] ، وإلى ذلك أشار بقوله: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) [الشعراء/ ٨٨] .

والجَدُّ: أبو الأب وأبو الأم. وقيل: معنى «لا ينفع ذا الجدّ» : لا ينفع أحدا نسبه وأبوّته، فكما نفى نفع البنين في قوله: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) [الشعراء/ ٨٨] ، كذلك نفى نفع الأبوّة في هذا الحديث.