كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب التّاء (تبَ - تابوت - تبر - تبع)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب التّاء (تبَ - تابوت - تبر - تبع)

الوصف

                                                     كتاب التّاء 

                                            (تبَ - تابوت - تبر - تبع)

[تبَ]

التَبُّ والتَّبَابُ: الاستمرار في الخسران، يقال: تَبّاً له وتَبٌّ له، وتَبَبْتُهُ: إذا قلت له ذلك، ولتضمن الاستمرار قيل: اسْتَتَبَّ لفلان كذا، أي: استمرّ، وتَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد/ ١] ، أي: استمرت في خسرانه، نحو: ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ [الزمر/ ١٥] ، وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ [هود/ ١٠١] ، أي: تخسير، وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ [غافر/ ٣٧] .

[تابوت]

التَّابُوت فيما بيننا معروف، أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ [البقرة/ ٢٤٨] ، قيل: كان شيئا منحوتا من الخشب فيه حكمة. وقيل: عبارة عن القلب، والسكينة عمّا فيه من العلم، وسمّي القلب سفط العلم، وبيت الحكمة، وتابوته، ووعاءه، وصندوقه، وعلى هذا قيل: اجعل سرّك في وعاء غير سرب «١» . وعلى تسميته بالتابوت قال عمر لابن مسعود رضي الله عنهما: (كنيف مليء علما) «٢» .

[تبر]

التَّبْر: الكسر والإهلاك، يقال: تَبَرَهُ وتَبَّرَهُ. قال تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ [الأعراف/ ١٣٩] ، وقال: وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً [الفرقان/ ٣٩] ، وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً [الإسراء/ ٧] ، وقوله تعالى: وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً [نوح/ ٢٨] ، أي: هلاكا.

[تبع]

يقال: تَبِعَهُ واتَّبَعَهُ: قفا أثره، وذلك تارة بالجسم، وتارة بالارتسام والائتمار، وعلى ذلك قوله تعالى: فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة/ ٣٨] ، قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً [يس/ ٢٠- ٢١] ، فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ [طه/ ١٢٣] ، اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [الأعراف/ ٣] ، وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ [الشعراء/ ١١١] ، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي [يوسف/ ٣٨] ، ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الجاثية/ ١٨] ، وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ [البقرة/ ١٠٢] ، وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ [البقرة/ ١٦٨] ، إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [الدخان/ ٢٣] ، وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص/ ٢٦] ، هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ [الكهف/ ٦٦] ، وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ [لقمان/ ١٥] .

ويقال: أَتْبَعَه: إذا لحقه، قال تعالى: فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ [الشعراء/ ٦٠] ، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً [الكهف/ ٨٩] ، وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً [القصص/ ٤٢] ، فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ ١٧٥] ، فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً [المؤمنون/ ٤٤] .

يقال: أَتْبَعْتُ عليه، أي: أحلت عليه، ويقال: أُتْبِعَ فلان بمال، أي: أحيل عليه، والتَّبِيع خصّ بولد البقر إذا تبع أمه، والتَّبَعُ: رِجْلُ الدابة، وتسميته بذلك كما قال: كأنّما اليدان والرجلان ... طالبتا وتر وهاربان والمُتْبِعُ من البهائم: التي يتبعها ولدها، وتُبَّعٌ كانوا رؤساء، سمّوا بذلك لاتباع بعضهم بعضا في الرياسة والسياسة، وقيل: تُبَّع ملك يتبعه قومه، والجمع التَّبَابِعَة قال تعالى: أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ [الدخان/ ٣٧] ، والتُّبَّعُ: الظل.

[تترى]

تَتْرَى على فعلى، من المواترة، أي: المتابعة وترا وترا، وأصلها واو فأبدلت، نحو: تراث وتجاه، فمن صرفه جعل الألف زائدة لا للتأنيث، ومن لم يصرفه جعل ألفه للتأنيث «٢» .

قال تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا [المؤمنون/ ٤٤] ، أي: متواترين.

قال الفرّاء «٣» : يقال: تترى في الرفع، وتترى في الجرّ وتترى في النصب، والألف فيه بدل من التنوين. وقال ثعلب: هي تفعل. قال أبو علي الفسوي: ذلك غلط، لأنه ليس في الصفات تفعل.